قالت سفيرة أمريكية سابقة في مالي إن فرنسا دفعت في السابق فدية لتحرير رهائن أدت أموالها في نهاية المطاف لدعم الجماعات الإسلامية التي تحاربها القوات الفرنسية حاليا. وأوضحت السفيرة، فيكي هدلستون، لشبكة «بي بي سي» البريطانية أن فرنسا دفعت 17 مليون دولار لتحرير رهائن تم احتجازهم عندما كانوا في منجم لليورانيوم في عام 2010.
تقليد أوروبي
كما ذكرت أن دولا أوروبية أخرى، بينها ألمانيا، دفعت بدورها فدية بلغت نحو 90 مليون دولار. وقد نفت فرنسا أنها تدفع فدية مقابل إطلاق سراح رهائن وجددت أمس هذا النفي.
لكن هدلستون قالت إن «كل الدول الأوروبية التي دفعت فدية نفت أنها دفعت الفدية. وربما بوسعها النفي لأنها مرت بشكل غير مباشر عبر قنوات عديدة في حكومة مالي».
ومضت قائلة «عندما كنت في مالي، كنت على علم في الواقع. وكان حاكم غاو، وقد توفي، أحد المفاوضين مع تنظيم (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي). واستطردت المسؤولة الأمريكية السابقة بقولها إن قادة فروع القاعدة «لا يطلقون سراح الرهائن الغربيين بدافع طيبة القلب».
وتأتي هذه التصريحات فيما تسعى فرنسا جاهدة لضبط الأوضاع بعد أسبوعين من شن قوات بقيادة فرنسية حملة ضد المسلحين الإسلاميين الذين سيطروا على أجزاء من شمالي مالي.
وفجر انتحاري نفسه الجمعة بالقرب من مجموعة من الجنود بمدينة غاو الشمالية مما أسفر عن إصابة أحدهم، وذلك في هجوم تبنت جماعة تابعة لتنظيم القاعدة المسؤولية عنه.
وفي غضون ذلك، قتل شخص وأصيب خمسة آخرون في اقتتال داخلي بين وحدات من الجيش المالي بالعاصمة باماكو. وتزامنت هذه الأحداث مع وصول 70 مدربا عسكريا من دول الاتحاد الأوروبي - في دفعة أولى من 500 مدرب - إلى مالي في مهمة لدعم الجيش الوطني للبلاد.
سياسة أمريكية
من جهة أخرى تستعد الولاياتالمتحدة لتوسيع مجال العمل العسكري في شمال غرب إفريقيا، عبر توسيع المنطقة التي تستهدفها الطائرات من دون طيار وعمليات مكافحة الإرهاب وفق ما قالته صحيفة أمريكية.
وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أمس السبت أن مسؤولين عسكريين كبارا ومن أجهزة الاستخبارات الأمريكية اقترحوا أن يدرجوا في لائحة سرية للأشخاص الذين يتعين «قتلهم» اسم الجزائري مختار بلمختار الذي أعلن مسؤوليته عن الهجوم على منشأة «ان اميناس» للغاز.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم قولهم إن إضافة اسم بلمختار إلى هذه اللائحة يعني توسيع مجال العمل العسكري للولايات المتحدة في شمال غرب إفريقيا، عبر توسيع المنطقة التي تستهدفها الطائرات من دون طيار وعمليات مكافحة الإرهاب.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الخطوة يمكن أن تستند إلى وحدات القوات الخاصة للجيش بمساعدة من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي.آي.آيه). وكان مسؤول أمريكي قال في جانفي لوكالة «فرانس برس» إن واشنطن تنوي إقامة قاعدة مخصصة للطائرات من دون طيار في شمال غرب افريقيا من أجل تحسين مراقبة الجماعات الإسلامية في المنطقة. وقد تقام هذه القاعدة في النيجر أو في بوركينا فاسو، كما أوضح هذا المسؤول.