بالرغم من المخزون الغابي الهائل الممتد على كامل مساحة معتمديات الولاية تقريبا، إلا انه ظل مهملا وغير مستغل، بالوجه المطلوب... فمتى يتم استغلال هذا المخزون؟ لا ينكر احد الأهمية البالغة التي تضطلع بها الغابة سواء في المحيط البيئي، أو الطبيعي، من ذلك أن ما تحتويه من موارد نباتية هائلة، لاتحصى ولا تعد، مثل الإنبات الصغير المتواجد بكثافة كبيرة بها على غرار شجيرات الإكليل، والزعتر، والشيح...والقائمة تطول بهذه النوعية من النباتات، تغطي تقريبا مساحة تناهز ال25 ألف هكتار من المساحة الجملية لغابات كامل الولاية، والتي تقدر حسب احد المصادر المطلعة بالإدارة الجهوية للغابات بسليانة، بقرابة ال110 الف هكتار .لذلك ورغم هذا المخزون ألغابي الهائل الممتد على كامل مساحة معتمديات الولاية تقريبا، إلا أن الإهمال مازال يعتبر السمة الأولى التي تتميز بها هذه الثروات الطبيعية، والتي لم يقع استغلالها الاستغلال الأمثل منذ عديد العقود المتعاقبة، وبالرغم من أهميتها الكبيرة على مستوى صناعة الأدوية .
فوائد طبية
بالرغم من الفوائد العديدة والمتعددة لهاته النباتات، والشجيرات، المتراصة على كامل المساحة الغابية للولاية، إلا أن العديد من المواطنين يجهلون فوائدها، في مداواة عديد الأمراض، لذلك يلجأون إلى الصيدليات متناسين بان جل الأدوية المصنعة للعديد من الأمراض على غرار السعال، أو التهاب الحنجرة أو الأنفلونزا... كلها متأتية من الشجيرات المتراصة على قارعة الغابة.
فشجيرة الزعتر مثلا والتي تعتبر من الشجيرات المشهورة بالغابة، تعتبر ذات منفعة طبية كبيرة وذلك بعد عديد الدراسات التي أقيمت لهذا الغرض، من ذلك أنها تستعمل مثلا لعلاج السعال الديكي ومضاد للسموم في جسم الإنسان، ،ومهدئ.أما بالنسبة للفوائد الجمة لشجرة الإكليل، وبقطع النظر عن استعمالها كمواد ثانوية لطهي الطعام فان لهذه الشجرة فوائد لاتحصى ولاتعد مثل نزلة البرد، وتنظيف الجروح، والسعال... من ذلك أن زيته يعتبر احد أهم مكونات تصنيع الأدوية. أما من جانب آخر، فان لشجرة الإكليل، مزايا أخرى وفوائد أخرى، من ذلك أنها تعتبر مرعى للنحل، إذ يعتبر عسل الإكليل من أجود وأحسن أنواع العسل على الإطلاق .هذا من ناحية، أما من ناحية أخرى، فان العديد من العائلات الذين يقطنون المناطق الغابية، يقومون سواء ببيعه جافا خلال الفترة الصيفية، أو بتقطيره من اجل استخراج الزيوت الأساسية منه، وفي كلا الحالتين يكون هذا العمل بالنسبة للعديد ممن يمتهنون هذه المهنة، مورد رزق إضافي.
فالثروات الغابية بجهة سليانة خاصة، وببلادنا عامة تحوز على مواد طبية هائلة، ذات القيمة الكبيرة ويمكن من خلالها توجيهها للتصدير والحد بالتالي من توريد الأدوية ذات القيمة المضافة الكبيرة والتي مازالت إلى حد اليوم تثقل كاهل الدولة، لكنها للأسف طغى عليها الإهمال من قبل السلط المعنية منذ عديد العقود السابقة وحتى الحالية، وظلت غير مستغلة بالوجه المطلوب من قبل مستثمري الجهة..