مضى عامان او اكثر من عمر «الربيع العربي» او هكذا اسماه البعض دون ان يظهر في الافق ما يوحي بان هذا «الربيع» قد «اثمر» او انه في طريقه الى ان يزهر ... منذ عامين انطلقت الامنيات والاحلام لنجاح الثورات الشعبية التي اكتسحت عددا من دول المنطقة .. لكن لا شيء من هذا تحقق الى حد الان ... بل ان آخر فصول هذا الربيع ما حصل منذ ايام في تونس حيث تم اغتيال السياسي والقيادي المعارض شكري بلعيد.. وربما كان التونسيون الذين ساروا وراء نعش هذا الفقيد يشيعون في حقيقة الامر هذا «الربيع» الذي لم يعرفوا منه منذ عامين غير اسمه... فيما هم غارقون في فوضى وانقسامات فكرية وايديولوجية.
سوداوية هذا المشهد الثوري لا تقتصر في الحقيقة على تونس فحسب فثمة في مصر ما يعطي الانطباع نفسه او ربما اكثر .. فهذا البلد يتخبط هو الاخر في حالة من الاضطرابات غير المسبوقة في تاريخه.. وبالتوازي مع ذلك اطلق العنان لفتاوى هدر دم المعارضين السياسيين وسط حالة غليان وفلتان باتت تهدد بضياع مصر او ربما تفككها.. كما نظرت إلى ذلك وزيرة الخارجية الامريكية المتنحية مؤخرا هيلاري كلينتون... الفوضى ... العنف ...والقتل .. كلها مفردات تصلح لان تكون عنوانا جامعا لمشهد يعيشه ايضا السوريون والليبيون واليمنيون... فالى اين تسير هذه البلدان اذن ؟ وماذا عن مصير «ثوراتها»؟ فهل ان هذه الثورات قد تعرضت لانتكاس ... ام انه مجرد مخاض لانتقال عربي ديمقراطي مشرق... وان كانت ملامحه لم تتشكل بعد؟