شهدت ولاية جندوبة خلال الايام الماضية تساقط كميات هامة من الامطار كانت مرفوقة بكميات مهمة من الثلوج على المرتفعات الجبلية بعين دراهموغار الدماء وبلطة بوعوان. كان لنزول هذه الأمطار الوقع الإيجابي في نفوس الفلاحين على اعتبار اهميتها للقطاع الفلاحي بعد فترة طويلة من الانحباس لعدة شهور الا انها ادخلت نوعا من التخوف عند البعض وفي البال فيضانات السنة الفارطة خاصة أمطار ليلة الثلاثاء كانت غزيرة وأظهرت عديد العيوب في البنية التحتية بمدن الجهة ..حيث غزت «برك» المياه الأنهج والشوارع الرئيسية والفرعية وتسببت في صعوبة التنقل وهذا يعود الى تواضع البالوعات وعجزها عن استيعاب كميات الأمطار جراء ما لحقها من شوائب وأتربة صعبت تسهيل تدفق المياه بما يتطلب مراجعة هامة وعاجلة لطريقة صيانة وتعهد هذه البالوعات ..
جسور متواضعة والسكان في عزلة
وكان لرداءة حالة الجسور الاثر السلبي على الحركة المرورية حيث انقطعت الطريق الرابطة بين قرية الدخايلية ومدينة وادي مليز بعد أن غمرت المياه الجسر المتواضع على مجردة وهو نفس الشيء بالنسبة الى الطريق الرابطة بين قرية ورغش وغار الدماء بسبب فيضان وادي المشماش هذا إضافة الى غزو مياه السيول والروافد لبعض الطرقات والمسالك بالأرياف ودون تسجيل خسائر مادية أو بشرية .
كما تسببت الامطار في عزلة عديد التجمعات السكنية بمعتمديات غار الدماءوعين دراهم وبلطة بوعوان وهي عزلة رافقتها صعوبة في وصول المواد الغذائية ووسائل التدفئة وتعطل شبه كلي ببعض المؤسسات التربوية وقد تطلب الوضع تدخلا قياسيا من طرف لجنة مجابهة الكوارث الطبيعية من خلال تخصيص فرق إغاثة تابعة للحماية المدنية تمكنت بجهود كبيرة ومضنية من فك عزلة 10 مناطق سكنية ( يوم الثلاثاء ) .
تدخلات واستعدادات
نزول الأمطار والثلوج تسبب في بعض الأعطاب في الكهرباء الذي انقطع ولا يزال على منطقة فج الريح بعين دراهم والسكاكحة ببلطة بوعوان, وفي هذا الاطار أكد السيد أنيس مبزعية المدير الجهوي للتجهيز أن مصالح التجهيز وفريق اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث تدخلوا لتسهيل الحركة المرورية بالطريق الوطنية عدد 11 بين عين دراهم وباجة والطريق الوطنية عدد 17 بين جندوبة وطبرقة عبر عين دراهم وكذلك الطريق الجهوية عدد 161 بين بوسالم وبلطة بوعوان فيما يعرف بطريق السبع مشايخ .
وحول تخوف سكان الجهة من امكانية تكرر فيضانات السنة الفارطة خاصة بعد الارتفاع النسبي لمنسوب نهر مجردة ,اكد السيد منير الريابي المدير الجهوي للحماية المدنية بجندوبة والقائد الميداني لعمليات اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث أنه تم الاستعداد اللازم لكل السيناريوهات من خلال تجهيز المضخات والزوارق وحالة التأهب ومراقبة الوضع ,بقي أن نشير إلى أن كل المؤشرات لا تنذر بخطر وأن الوضع عادي وتحت السيطرة .
وبالنسبة الى إمكانية فيضان وادي مجردة وسيناريو السنة الفارطة أكد المدير الجهوي للحماية المدنية أنه لا مجال للخوف في ظل الاستعداد وقدرة السدود على استيعاب كميات الأمطار نظرا لأن أغلبها يعاني النقص كما أن طريقة التعبئة والتفريغ تسير وفق خطة مدروسة فلا سبيل الى الخوف .
وختم السيد الريابي بالتأكيد على أن اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث بمختلف مكوناتها جاهزة لكل السيناريوهات وطمأن السكان بأن الوضع سواء المتعلق بالثلوج أو الأمطار تحت السيطرة .
من جهتها دعمت الجمعيات والمنظمات تدخلاتها في إطار المساعدات الانسانية وكانت البداية بتدخل الهيئة الجهوية للهلال الأحمر بجندوبة من خلال تقديم مساعدات بعين دراهم تمثلت في أغطية وحشايا ومواد غذائية.