هل أثرت جريمة القتل التي استهدفت المناضل شكري بلعيد في سلوك رؤساء الأحزاب ودفعتهم الى اتخاذ اجراءات خاصة؟ وكيف ينظرون الى هذا الموضوع ؟ طالب البعض من الأحزاب بتخصيص حماية أمنية خاصة على رؤسائها بعد تلقيها تهديدات بالتصفية الجسدية وآخرها حمة الهامي (الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية) الذي سخرت له رئاسة الجمهورية حراسة أمنية وهذا مؤشر على تغير تصرفات النخبة السياسية بعد اغتيال شكري بلعيد.
وهو ما أكده عثمان بلحاج عمر (القيادي في الجبهة الشعبية) الذي قال «عملية الاغتيال أثرت في تصرفاتنا نوع ما ودفعتنا الى أخذ احتياطات وتم تسخير حراسة أمنية لحمة الهمامي ولكن هذه الاجراءات غير كافية ومن الضروري أن تكون في اطار منظومة أمنية عامة تؤمن الطمأنينة لكل أفراد الشعب وليس لحزب لوحده.
وحدها الأجهزة الرسمية لمؤسسات الدولة (داخلية دفاع ...) المخولة لتحقيق الأمن والذي لا يتم الا بمحاصرة انتشار السلاح والقيام بجهد استخباراتي اضافي والانتشار الميداني ولا يتم أيضا الا بالكشف عن الجناة والتعامل بمبدئية مع كل مظاهر العنف دون تهاون».
واعترف بأنه بعد عملية الاغتيال أصبحنا في الجبهة الشعبية أكثر حذر بتغيير مسارات التحركات ونحاول ترشيد سلوكنا في الطريق وعند التنقل ولكن لا نتعامل مع شركات الحماية الخاصة لأننا نعتبر أنها تساهم في القضاء على أهم مرفق يميز الدولة وهو المرفق الأمني.
أما سعيد العايدي (القيادي في الجمهوري) فقد أفاد «نحن في الحزب الجمهوري نبهنا منذ فترة من خطورة استشراء العنف وبعد العمل الجبان الذي استهدف شكري بلعيد طالبنا بتوفير الأمن وتوفير حماية للاجتماعات الشعبية وحرصنا على حث الدولة على تحمل مسؤوليتها في حماية الشخصيات الوطنية ومقاومة آفة العنف وهذا لا يتحقق الا بتحييد وزارة الداخلية».
وأكد أنه لا يتمنى أن تدخل تونس في دوامة الحرب الأهلية مثل ما حصل في لبنان وأنه يعول على الحس المدني والوعي الجماعي الذي يرفض العنف. بدورها كشفت السيدة سميرة الشواشي (ناطقة باسم حزب المبادرة) أن حادثة الاغتيال أربكتنا وغيرت نوع ما في نظرتنا للمجتمع التونسي الذي كنا نعتقد أن العنف والتصفية الجسدية والاغتيال السياسية بعيدة وغريبة عنه ولكن للأسف حدث المكروه ولم نعد نشعر بالطمأنينة والأمن مثل ما كان في السابق .
وتابعت «لم نقم داخل الحزب باتخاذ اجراءات خاصة ولم نطالب بتسخير الحراسة ولكن أصبحنا أكثر حيطة وحذر عند عقد الاجتماعات الشعبية ولنا الثقة في تجاوز هذه المحنة وتفادي دوامة العنف».
بدوره أكد لزهر العكرمي (القيادي في نداء تونس) أنه رغم تكرر التهديدات بالتصفية وتنوع مظاهر العنف والاعتداءات على مقرات الأحزاب والتهجم على الاجتماعات الشعبية في وضح النهار ورغم بشاعة ما توصلت اليه الأوضاع الأمنية خاصة باغتيال الفقيد شكري بلعيد لم يتم عرض حراسة شخصية على بعض الشخصيات الوطنية . وقال «بالتأكيد أنه في ظل وضع ارهابي سوف تتدعم ثقافة الحيطة والحذر ونعول بدرجة أولى على «ربي»وبدرجة ثانية على أن من يمول الارهاب يأخذ قسطا من الراحة .»