وتشهد مدينة قصور الساف حركية كبيرة تزامنا مع عودة أبنائها المهاجرين صيفا وشتاء وهو ما يجعل الاكتظاظ في هذه المناسبة وغيرها من المناسبات على أشدّه في الإدارات التي يقضي فيها المواطنون وقتا طويلا في انتظار خدمات لا تتطلّب في الحقيقة إلاّ بعض الدقائق، لتشتدّ معاناتهم في أغلب الأحيان بالتنقّل إلى مدينة المهدية لقضاء شؤونهم في بعض الإدارات التي يقتصر تواجدها فقط في مركز الولاية، وبات أغلبها عاجزا عن إسداء خدمات جيدة لعموم المواطنين الذين أبدوا تذمّرا كبيرا من رحلة المعاناة التي يقضونها في التنقّل يوميا إلى المهدية، وحالة الاكتظاظ الخانق في مقرات فرع شركة الكهرباء والغاز، والإدارة الجهوية لمراقبة الأداءات وغيرها من الإدارات، وما يصاحبها من إهدار لوقت المواطن، وتدمير لأعصابه. فغياب العديد من الإدارات في معتمدية قصور الساف، وعدم اعتماد اللامركزية تخفيفا من الاكتظاظ على مركز الولاية، وتحسينا لجودة الخدمات المقدمة خلّفت عديد المشاكل لمتساكني المعتمدية، غير أن المشكل الأوّل الذي بقي مطروحا هو غياب فرع لمقر «الكنام» في المدينة باعتباره بات مطلبا ملحّا للغاية مع ما يشهده مقر الإدارة في المهدية من اكتظاظ، وزحمة شديدة بسبب توافد مئات المواطنين يوميا لقضاء مصالحهم، حيث ينتظرون الساعات الطوال في انتظار خدمة قد لا يصل دور البعض فيهم لقضائها رغم وقوفهم طويلا في صفوف متراصة تصيب بالضجر.
وقد طالب مواطنو معتمدية قصور الساف في عديد المناسبات السلط الجهوية عبر مراسلات، وعرائض ينادون فيها الإسراع بإنشاء فرع « للكنام» بالمدينة، وللإشارة فإنّ عدد منخرطي صندوق التأمين على المرض في مدينة قصور الساف يعتبر الأعلى مقارنة ببقية مدن الجهة، لذلك فإنّه من الضروري اليوم أن تفكّر المصالح المعنية في بعث فروع في مدينة قصور الساف وغيرها من معتمديات الولاية وخاصة منها الداخلية من أجل تقريب الخدمات للمواطن، وتجنيبه متاعب التنقّل، وإهدار الوقت، ومتاعب الوقوف في طوابير طويلة.