تقدمت حركة النهضة بصفاقس بقضايا عدلية ضد كل من سيكشف عنه البحث في الاعتداءات التي استهدفت مقراتها.. واعتبر قياديو الحركة في الجهة أن مبادرة الجبالي رغم أهميتها لا تلزم مؤسسات الحركة. هذا أهم ما كشفت عنه الندوة الصحفية التي نظمتها حركة النهضة بصفاقس وحضرها عضو مجلس الشورى عارف المعالج والكاتب العام للحركة بصفاقس حبيب ادريس والمسؤول عن العمل السياسي نعمان حمزة .
بعد الترحم على الشهيدين شكري بلعيد ولطفي الزار، أدان الحبيب ادريس العنف بكل أشكاله وخاصة السياسي منه متوجها مباشرة الى موضوع الاعتداءات على مقرات النهضة غداة اغتيال المناضل شكري بلعيد .
وقال ادريس «لقد حاول البعض ان لا يقتصر ألمنا على اغتيال الراحل ليتجاوز ذلك الى فصل آخر من فصول العنف بالاعتداءات على مقرات النهضة بصفاقسالمدينة وطريق المطار وجبنيانة وبئر علي بن خليفة مستغلين في ذلك بعض التلاميذ والقصر لزجهم في هذا الصراع وهو ما صدر عن بعض المربين دون تعميم وبعض مديري المؤسسات التربوية دون تضخيم ..».
وأبرز المتحدث انه كان بالامكان التصدي الى هذه الهجومات، لكن خوفنا من سيلان قطرة دم تونسي جعلنا نفضل الانسحاب من المقرات رغم قدرتنا على حمايتها وهو قرار اتخذناه بغير ندم لأنه يستجيب للوطنية التي يتحلى بها أعضاء النهضة .
وأضاف ادريس «لقد تقدمنا بعديد القضايا لدى الجهات المعنية وأرفقناها بأدلة ومقاطع فيديو وصور، على أننا نؤكد أن بعض المتهمين نعرفهم بأسمائهم وانتماءاتهم لكننا نرفض الافصاح عنهم ونترك هذا للقضاء العادل المستقل» وهو ما ذهب اليه عضو مجلس الشورى عارف المعالج .
وعما سمي بالأمن الموازي، قال عارف المعالج نحن نستنكر أي طرف يمارس مهام الأمن، لكننا على علم بحجم الاعتداءات التي بلغت مرحلة النداءات عبر الاذاعة تطلب من الأهالي حماية ممتلكاتهم مبرزا ان هذه الاعتداءات كانت منظمة وممنهجة مستغربا من الذين ساءهم الدفاع عن الممتلكات ولم تسئهم الاعتداءات في حد ذاتها».
وفي سؤال ل«الشروق» عن موقف ممثلي حركة النهضة بالجهات في مبادرة رئيس الحكومة حمادي الجبالي، أوضح كل من ادريس والمعالج ان مبادرة الجبالي انبنت على تقييم ورؤية معمقة لرجل مسؤول نقدره ونجله، لكن مؤسسات الحركة رأت أن مصلحة الثورة والبلاد لا تقتصر على حكومة تكنوقراط، بل حكومة تجد ظهيرا سياسيا وكفاءات سياسية وهي أقدر وأجدر «وهو ما يعني إمكانية التوصل الى توليفة تجمع بين هذا وذاك لتجاوز المرحلة».
وعن المسيرة التي دعت إليها بعض الأطراف المحسوبة على النهضة قال نعمان حمزة لن تشهد صفاقس مسيرة لدعم الشرعية على غرار مسيرة العاصمة.
الندوة الصحفية التي تناولت العديد من المواضيع ذات البعد الوطني والجهوي انتهت باقتراح من الكاتب العام الحبيب ادريس ينادي فيه بقانون يحمي شهداء المؤسسة الأمنية والعسكرية من الذين يستشهدون عند قيامهم بمهامهم من خلال امتيازات مالية وترقيات وتخليد لأسمائهم في الجامعات والمؤسسات والشوارع والساحات .