تحت شعار «المواطنة البيئية» نظمت مؤخرا جمعية المنتزه بالمطوية بالتعاون مع جمعية نخوة للمرأة والأسرة تظاهرة ثقافية بالمنتزه الحضري وقد تضمنت هذه التظاهرة تقديم مجموعة من الفقرات الثقافية ذات أبعاد متصلة بالبيئة. وفي مستهل أشغال هذا التظاهرة أكد السيد ناصر الحاج أحمد رئيس جمعية المنتزه بالمطوية أن هذه التظاهرة تهدف إلى مزيد نشر الثقافة البيئية في صفوف المواطنين إلى جانب التعريف بمختلف مكونات فضاء المنتزه المسجلة وأشار إلى أن الجمعية تعمل جاهدة مع مختلف مكونات المجتمع المدني على حماية هذا المنتزه الحضري والسهر على إستكمال مختلف مكوناته والتكثيف من حملات تحسيس المواطنين بضرورة المحافظة على هذا الفضاء الطبيعي لأهمية قيمته البيئية ومردوده السياحي مستقبلا.
وبهذه المناسبة تابع الحاضرون مداخلة بعنوان «الإيكو مواطنة بين المفهوم والواقع من خلال المنتزه الحضري بالمطوية» للسيد عبد الله رحومة المهندس المشرف على مشروع المنتزه حيث أكد أن المواطنة البيئية تكمن في مدى إلتزام سلوك المواطن في التعامل الإيجابي مع مكونات الطبيعة دون الإضرار بها واستعرض مختلف مكونات هذا المشروع البيئي الذي يمسح أكثر من 94 هك ويضم مجموعة هامة من أصناف النباتات والأشجار.
ومن جانبه حاضر السيد عبداللطيف درغام حول «خليج قابس: التحديات البيئية والحلول المقترحة» حيث استهل مداخلته بالتعريف بمفهوم المواطنة البيئية فذكر أن هذا المفهوم يعد حديثا جاء على إثر التطور الهائل الذي عرفته الحياة البشرية وهو يتركز على جملة من الحقوق والواجبات والحريات التي تكفل للجميع ظروفا ملائمة للعيش الكريم وجودة الحياة. وأشار أيضا إلى بروز مفهوم الثقافة البيئية التي ينبغي تلقينها للناشئة من شباب المؤسسات التربوية. وحول الإشكاليات التي يتعرض إليها خليج قابس ذكر السيد عبداللطيف درغام أنها تبرز بالخصوص في الصيد الجائر الذي لا يراعي حق الأجيال في الإنتفاع بالثروة السمكية ومنه الإستنزافي واللاقانوني واللامصرح به بالإضافة إلى التلوث الصادر عن المواد العضوية والكيميائية والحرارية والمعادن الثقيلة والنفايات المنزلية مما ساهم في تراجع تواجد التنوع البيولوجي بخليج قابس. ولإعادة إحياء دور خليج قابس في نشاط الصيد البحري وسعيا لإنقاذ الأنواع المهددة بالإنقراض بالخصوص قدم مجموعة من الحلول الممكنة لتحقيق هذا المطمح منها ضرورة الإسراع في مقاومة الأخطار الناجمة عن الصيد الجائر والتلوث من خلال تكثيف حصص التوعية والتحسيس بإحترام مواسم الصيد والتوعية بخطورة إستعمال شباك الجر في أعماق دون 50 مترا وتكثيف المراقبة على المخالفين وتشديد الغرامة عليهم إلى جانب التوقف عن صب مادة الفسفوجيبس والملوثات الكيميائية ومياه الصرف الصحي ونفايات المصانع غير المعالجة في البحر ومنع انتصاب الفنادق والنزل السياحية على الشواطئ وتركيز المصانع في المناطق الساحلية بالإضافة إلى المبادرة بتقييم المخزون السمكي دوريا للوقوف على الأنواع المهددة بالإنقراض وإنجاز المشاريع التنموية الرامية إلى حماية التنوع البيولوجي خصوصا والثروة السمكية عموما بخليج قابس ودعوة السلط العمومية إلى العناية بالخليج ضمن مجالات التنمية والبحث العلمي.
وقد شهدت هذه التظاهرة أيضا عرض شريط وثائقي عنوانه «جنة الخليج» من إنتاج الجمعية التونسية للبيئة والطبيعة بقابس والحائز على جائزة 14 جانفي ضمن فعاليات الدورة التاسعة للمهرجان الدولي للسينما البيئية بالقيروان فقدم هذا الشريط للحاضرين صورة قاتمة عما وصلت إليه مدينة قابس من إخلالات بيئية في عدد من القطاعت الهامة أثرت على مردودها التجاري والإجتماعي حيث سجلت الجهة تراجعا ملحوظا في إنتاج الصيد البحري والواحات الساحلية بالإضافة إلى القضاء على نشاط العربات السياحية المجرورة نهائيا.
كما تضمنت هذه التظاهرة نصب خيمة لعرض نماذج من الآلات والأدوات الفلاحية التقليدية وأواني وأدوات المطبخ المنزلية العتيقة بالإضافة إلى معرض منتوجات جمعية نخوة للمرأة والأسرة بالمطوية وتقديم ورشات حية في الإبداعات الفنية النسائية المتنوعة.