قرار عسكري ملفت اتخذه الكرملين أمس يقضي بالإبقاء على السفن الحربية الروسية قرب السواحل السورية ودعمها بأربع سفن حربية جديدة فيما رجحت مصادر أمريكية إمكانية اتخاذ الرئيس باراك أوباما قرارا بتسليح المعارضة السورية. اتخذت وزارة الدفاع الروسية على ضوء نتائج التدريبات البحرية التي اجرتها السفن الحربية الروسية بين 19 و29 جانفي الماضي في البحر الابيض المتوسط، قرارا يستمر بموجبه بقاء السفن الحربية قبالة السواحل السورية.
تدفق للبوارج
وقال مصدر في المكتب الاعلامي للوزارة «حاليا توجد هناك سفينة الحراسة (سميتليفي) وعدد من سفن الامداد متابعا انه خلال الفترة القريبة ستلتحق بهم أربع سفن إضافية هم سفينة الانزال الكبيرة «كالينينغراد» و«الكسندر شابالين» من اسطول البلطيق التي أبحرت من نوفوروسيسك.
وأردف أنه إضافة لذلك ستصل في نهاية الشهر الجاري الى المنطقة سفينة الانزال الكبيرة «ساراتوف» و«آزوف» من اسطول البحر الاسود. وقال «سوف يتم في المستقبل تحديد عدد السفن في المجموعة وكذلك نوعها، انطلاقا من تطور الاوضاع ». أوباما يسلح المعارضة ؟
في المقابل , ذكر مسؤولون أمريكيون انه في ظل استمرار تدهور الأمور في سوريا، قد يجد الرئيس الأمريكي باراك أوباما نفسه «مضطراً» لإعادة النظر بموقفه واتخاذ قرار بتسليح المعارضة السورية. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية عن مسؤولين رفيعي المستوى في الإدارة الأمريكية قولهم : انه بالرغم من الموقف الأمريكي الذي يقضي بعدم تقديم أي دعم قاتل لمعارضي النظام السوري والاكتفاء بالمساعدات الإنسانية، فإن أوباما لا يجد أي سبيل لتسريع رحيل الرئيس السوري بشار الأسد من الحكم.
وأضافوا انه فيما تستمر الأوضاع في التدهور، فإن هذا الأمر قد يعيد فتح النقاش حول تزويد بعض أعضاء المعارضة السورية بالأسلحة في مسعى لتخطي المأزق في سوريا.
وأشاروا إلى ان المسألة الآن تتركز حول ما إذا كان الرئيس الأمريكي، بعد وصول فريق أمن قومي جديد، سيتوصل إلى خلاصات مختلفة. وقال أحد المسؤولين الرفيعين ان قرار عدم تسليح المعارضة السورية «ليس قراراً نهائياً، وفيما تتطور الأوضاع تزداد ثقتنا بأنه قد يعيد النظر برأيه ». وذكروا ان قرار أوباما عدم تزويد المعارضة السورية بالأسلحة كان ناجماً عن تردده وخوفه من وصول الأسلحة إلى أياد غير موثوقة فتستخدم ضد مدنيين أو مصالح إسرائيلية وأمريكية.
استعداد للتفاوض مع المسلحين
في هذه الأثناء , اكد وزير الدولة السوري لشؤون المصالحة الوطنية علي حيدر أن بلاده مستعدة لاجراء محادثات مع جماعات المعارضة المسلحة. وخلال جلسة برلمانية اعرب الوزير عن الاستعداد للاجتماع مع جماعات المعارضة في الداخل والخارج بلا استثناء. وقال حيدر ان الرئيس السوري بشار الأسد سبق وان اشار الى ان الحكومة ستحاول التواصل مع كل من يعارضها سياسيا حتى من يحمل السلاح. وأضاف ان اية محادثات تحضيرية ستكون مختلفة عن الحوار الوطني الذي اقترحه الرئيس الأسد، مؤكدا أن الباب مفتوح للمفاوضات.
وفي تصريح آخر له لوكالة انباء فارس حول الحوار خارج الاراضي السورية، قال حيدر: يجب أن نميز بين الاتصالات المكثفة والحالات التحضيرية المفتوحة وبين طاولة الحوار الوطني.