نعم أصاب رئيس الحكومة المستقيل حمادي الجبالي عندما قال في كلمة الوداع إن أهمّ ما يطلبه التونسيون هو الأمن.. الآن صرنا جميعا نشعر أننا نعيش أجواء أمنية متوترة، فجأة طغت أخبار حجز واكتشاف مخازن الأسلحة على كل الأخبار بما في ذلك أخبار الأزمة الحكومية وتعيين رئيس الحكومة الجديد..
ربما لم نصل الى درجة الخطر الحقيقي بعد لكن الوضع لن يكون سهلا إذا تواصلت الانفلاتات في المدة القادمة. الآن لا يكفي أن تعلن وزارة الداخلية عن المخازن التي تكتشفها وتنشر صور تلك الأسلحة المفزعة والتي لم نكن نراها في تونس مطلقا بل يجب الكشف عن كل الخيوط وعن كل التفاصيل..
الى حدّ الآن لا نعرف من يقف وراء هذه المخازن وما هي خططهم وأهدافهم وكيف دخلت كل تلك الأسلحة ولماذا كانت الصدفة وحدها وراء اكتشافها ولماذا تأتي الصدفة في مثل هذا الوقت بالذات؟
الأمر الآن تجاوز مخازن الأسلحة ليصل الى مواجهات بالرصاص في شوارع المدن وهو ما يجعلنا نتساءل هل أن الانفلات الأمني قد وصل الى هذا الحدّ.. أعتقد أن الأمر الآن صار يحتاج الى جدية أكثر في التعامل مع الأمور الأمنية بعيدا عن الاستعراضات الاعلامية.
حان الوقت للكشف عن كل التفاصيل والخفايا في الملف الأمني وتحديد مسؤوليات كل الأطراف بدقة لا يمكن أن يكون مجرد أفراد معزولين وراء دخول وتخزين تلك الكميات الكبيرة بل صرنا اليوم نتوقع وجود تنظيمات ومجموعات مدربة قد تنجح في أن تحول تونس الى ساحة للاشتباكات المسلحة لنعيش بعد ذلك فصول المحرقة.