اتهمت روسيا أمس الولاياتالمتحدة بالكيل بمكيالين في الأزمة السورية واكدت ان واشنطن عرقلت بيانا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدين التفجيرات الدامية التي هزت دمشق أول أمس. وأسفر الانفجار عن مقتل 53 شخصا أمس الاول على طريق سريع مزدحم قرب السفارة الروسية ومكاتب لحزب البعث الحاكم في العاصمة السورية.. وأكد رئيس الحكومة الروسية دميتري ميدفيديف أن الطرف الروسي لا يجد حلا لاخراج سوريا من أزمتها وانهاء معاناة شعبها غير اجلاس ممثلين عن الحكومة السورية والمعارضة على طاولة واحدة للتوصل الى اتفاق لوقف القتال.
وقال ميدفيديف في حديثه لصحيفة «أوغلوبو» البرازيلية أثناء قيامه بزيارة الى البرازيل: «لا يُرضينا مثلنا في ذلك مثل غالبية البلدان الأخرى أن يلقى الناس في سوريا مصرعهم وتدور هناك حرب أهلية. ونرى أن السبيل الوحيد لوقف كل ذلك وتهدئة الوضع هو اجلاس كل الأطراف المتنازعة على طاولة المفاوضات». وأوضح أن الأطراف المتنازعة في سوريا «تمثل التيارات الدينية المختلفة. واذا لم تتوصل الى اتفاق فان الحرب الأهلية ستتواصل – غالب الظن – حتى اذا تنحى الأسد عن السلطة»
وتابع ان الأكثر أهمية هو توصل الأطراف المتنازعة الى اتفاق وليس تقرير مصير رئيس الجمهورية، مشيرا الى أن مصير الشخص «أمر ثانوي» وان كان مصير «الأسد» أمرا مهما لا يجوز التغافل عنه بالنظر الى «مصير حسني مبارك أو معمر القذافي».
من جانبه قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للصحفيين منتقدا موقف واشنطن «نعتقد أن هذا كيل بمكيالين وأضاف وزير خارجية روسيا أن بلاده والصين، تدعوان الى احترام ميثاق الأممالمتحدة وعدم التدخل العسكري بالنزاع السوري والوضع بأفغانستان والبرنامج النووي الايراني، ورفض الموقف الأمريكي بمجلس الأمن حول مقترح التنديد بتفجيرات دمشق أمس الاول..
ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن لافروف قوله عقب مباحثاته مع نظيره الصيني يانغ جيتشي، في موسكوامس، ان «مواقف روسيا والصين موحدة وطرحناها في المحادثات الجارية في المحافل المعنية بشأن وضع الأمور في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومنها الأزمة السورية، والوضع حول أفغانستان، والبرنامج النووي الايراني وغيرها من نقاط الأزمات».
وأضاف لافروف: «نحن نسير في جميع هذه الحالات على هدي مبادئ ضرورة الالتزام بالقانون الدولي، واحترام أحكام ميثاق هيئة الأممالمتحدة، وعدم السماح بالتدخل الخارجي في النزاعات الداخلية، ناهيك عن استخدام القوة العسكرية فيها، واعتماد الأساليب السياسية والدبلوماسية حصرا في تسوية الأزمات».
وقال ان رفض الأمريكيين تأييد المقترح الروسي في مجلس الأمن «التنديد بتفجيرات دمشق» التي وقعت أمس الاول « ليس أول حالة يبحثون فيها عن صياغة تبرر من يحارب النظام»، معتبرا أن «ذلك مثير للاحباط لأن جميع أعضاء مجلس الأمن الدولي بلا استثناء كانوا حتى وقت قريب منحازين لموقف التنديد بأية هجمات مهما كانت دوافعها».
في السياق، وجّهت وزارة الخارجية السورية رسالتين متطابقتين الى رئيس مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول سلسلة التفجيرات التي شهدتها العاصمة السورية. ولفتت الى أنّ «مجموعات ارهابية مسلحة ترتبط ب«القاعدة»، نفذت الهجمات، وهي تتلقى دعما ماديا ولوجستيا وتغطية سياسية واعلامية من دول في المنطقة وخارجها، خلافا لالتزامات هذه الدول التي يمليها القانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة في مجال مكافحة الارهاب.