شنت موسكو على جامعة الدول العربية وعلى واشنطن هجوما سياسيا لاذعا متهمة إياهما بالتحريض على الإرهاب في سوريا فيما أوردت مصادر إعلامية مطلعة أن موسكو قدمت لدمشق قائمة ب 45 شخصية سياسية وعسكرية سورية تحضر الدول المعادية للشام لاستهدافها. قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن العقوبات أحادية الجانب التي فرضها الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة على سوريا تتعارض مع الاتفاقات الجماعية بما فيها تلك التي تم التوصل إليها في إطار هيئة الأممالمتحدة.
تبرير مباشر للإرهاب
وأضاف لافروف في مؤتمر صحفي: «بعد مرور سنة واحدة تقريبا من اندلاع النزاع السوري يقول لنا شركاؤنا الغربيون والأمريكيون في مجلس الأمن الدولي إنه حان الوقت لأن يفرض مجلس الأمن عقوبات. فلا يمكن اعتبار هذه الأقوال معقولة لأنه كان من الضروري أولا أن يدرسوا بشكل جماعي في مجلس الأمن إجراءات تأثير تتخذ ضد الذين يتناحرون في سوريا، بمن فيهم النظام ومن يعارضه أيضا».
كما وصف تشجيع الغرب لأعمال المعارضة بأنه تبرير مباشر للإرهاب وقال: «لا نفهم لماذا تخلى شركاؤنا الغربيون عن إدانة العملية الإرهابية التي وقعت في دمشق». وأعاد لافروف إلى الأذهان أن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية قالت إنه «على ضوء تصرف بشار الأسد كذلك وعجز مجلس الأمن الدولي عن اتخاذ ما ترغب فيه الولاياتالمتحدة وأوروبا الغربية فليس من المستغرب أن تقع مثل هذه العمليات في سورية وأن تلجأ المعارضة إلى مثل هذه الأعمال». وقال لافروف إن هذا الكلام هو تبرير مباشر للإرهاب.
وأعلن لافروف أن موسكو تنتظر توضيحات من جامعة الدول العربية بشأن مبادراتها الجديدة في مجال تسوية الوضع في سوريا. وقال في هذا السياق : «نحن مهتمون بأن نتلقى توضيحات من ممثلي الجامعة العربية. سبق لنا أن تلقينا أنباء تفيد برغبة ممثلين عن الجامعة العربية في زيارة بعض العواصم بهدف إيضاح مواقفهم فيمكنهم أن يعتبروا أنه من المستحسن أن يدلوا بتصريحات علنية دون أن يتوجهوا إلى بلد يعتزمون زيارته».
وتوجه إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ووزير الخارجية القطري حمد بن جاسم قائلا: «طالما أنكم ستتحدثون معنا حول مصير الأسد فلاداعي أبدا لزيارتنا في موسكو». وأعلن لافروف أن أية آلية للتسوية السورية يجب أن تأخذ بالحسبان أن السوريين هم الذين يجب أن يقرروا مصير بلادهم.
قائمة ب 45 شخصية
في هذه الأثناء , كشفت مصادر إعلامية مطلعة عن تزويد روسيا سوريا بلائحة اسمية لخمس وأربعين شخصية سورية سياسية أمنية وعسكرية مستهدفة بالاغتيال من طرف المجموعات المسلحة والدول التي تمولها.
وأضافت أن وتيرة العنف قد تتزايد في المستقبل القريب لا سيما وأن المعارضة المسلحة بدأت تنفذ تكتيك قطع الرأس في دمشق بعد أن تبين لها استحالة المواجهة العسكرية مع الجيش السوري وفيالق القوات النظامية المدربة على حرب العصابات.
وأردفت أن شكل التعيينات الجديدة على رأس المؤسسة الأمنية والعسكرية السورية يوحي بأن الحسم العسكري قد اقترب في سوريا وأن الحل الموجود حاليا على الساحة السورية لا يعدو أن يكون خيارا حديديا فحسب.
طلاس في «إطلالة انشقاقية»
في هذه الأثناء , دعا العميد مناف طلاس في اول ظهور له بعد اعلان انشقاقه عن الجيش السوري في بداية جويلية، السوريين الى التوحد من اجل «خدمة سوريا ما بعد الاسد». حسب تعبيره.
وقال طلاس في بيان تلاه عبر قناة «العربية» التلفزيونية الفضائية «دعوتي ان نتوحد من اجل سوريا موحدة ذات نسيج متوحد ومؤسسات ذات استقلالية لخدمة سوريا ما بعد الاسد».
واضاف متوجها الى السوريين : «اطل عليكم في هذا الظرف العصيب الذي تمر به بلادنا حيث تسيل الدماء البريئة وكل ذنبها انها تطالب بالحرية». ودعا الى «فعل المستحيل من اجل الحفاظ على وحدة سوريا وضمان الشروع في بناء سوريا الجديدة، سوريا التي لا تقوم على الانتقام والاقصاء والاستئثار». واشار الى انه يتحدث كمواطن سوري وك «احد ابناء الجيش العربي السوري الرافض لهذا النهج الاجرامي للنظام الفاسد».
وقال ايضا «اتحدث بصفتي مواطنا سوريا يفخر بخدمته في الجيش العربي السوري الذي لا يقبل شرفاؤه هذه الجرائم في حق بلادنا». حسب تعبيره.