وسط امتداد المعارك إلى العاصمة دمشق شنت الديبلوماسية السورية أمس هجوما لاذعا على باريس متهمة إياها بلعب دور مدمر في الأزمة فيما أكدت موسكو أنها سترفع الفيتو ضد كل قرار لا يلتزم بوثيقة «جينيف». وأفادت مصادر من المعارضة السورية وأخرى حكومية أن اشتباكات عنيفة جدت أمس الاثنين بين معارضين مسلحين وقوات الحكومة في العاصمة السورية دمشق، وذلك بعد يوم من اشتباكات شرسة وقعت بين الطرفين في «حي التضامن».
اشتباكات .. والجيش يسيطر على «التضامن»
وأضاف أحد النشطاء كان قريبا من المكان «هناك اشتباكات في «الميدان» و«الزاهرة».. أحرقت سيارتان». وأوردت قناة الميادين مساء أمس أن الجيش السوري بسط سيطرته بالكامل على «حي التضامن» – ضواحي العاصمة دمشق – بعد معارك هي الأعنف منذ اندلاع الازمة في البلاد .
وأشارت إلى أنها المرة الأولى أيضا التي تدخل فيها الآليات الثقيلة والمدرعات أحياء دمشق.
دور مدمر
في هذه الأثناء, أكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أمس ان الجيش السوري لم يستخدم الآليات الثقيلة في قرية «التريمسة» بريف حماة، مؤكدا «ان الكلام عن ذلك هو غير دقيق وبعثة المراقبين طلبت الذهاب الى التريمسة بعد الحادثة ونحن سمحنا لهم بسرعة معبرا عن «امله في ان تقوم بعثة المراقبين بالتحقق من معلوماتها».
وقال المقداد «ان السلطات السورية على استعداد تام لوقف العنف لكن المجموعات المسلحة التي تتلقى الاموال والدعم والسلاح غير قادرة على اخذ قرارها لارتباطها بالخارج»، وأضاف : «نحن هنا ندافع عن النفس». وأشار الى وجود أطراف تشجع قتل السوري لأخيه السوري وهذا الأمر يعدّ من مصلحة اعداء سوريا وأهمهم «اسرائيل»، واعتبر «ان فرنسا تلعب دورا مدمرا في سوريا وتدعم الارهاب عبر تزويدها المعارضة باسلحة اتصال تشارك في القتل». وأكد «ان حل الأزمة سياسيا يعتمد على الحوار الشامل»، مشيرا الى «ان روسيا تبذل جهودا صادقة لحل الأزمة السورية».
رفض روسي
وفي موسكو, قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس الاثنين أنه من المستحيل إقناع الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي عن السلطة، لأن جزءا كبيرا من سكان سوريا يدعمه.
وقال لافروف في مؤتمر صحفي بموسكو: «إنه أي الأسد لن يتنحى ليس لأننا ندعمه، بل لسبب بسيط هو أن جزءا كبيرا جدا من سكان سوريا يدعمه». وأعاد الى الأذهان أن المشاركين في مؤتمر جينيف اتفقوا على ضرورة بدء مرحلة انتقالية في سوريا وتشكيل حكومة انتقالية مشيرا إلى أن الأسد عين ممثلا له لإجراء الحوار مع المعارضة، بينما لم يقدم المعارضون على اية خطوة في هذا المجال حتى الآن.
وأكد أن روسيا لا تدعم الرئيس السوري بشار الأسد، بل تدعو الى تنفيذ خطة الوسيط الدولي كوفي عنان للتسوية والقرارات الدولية الخاصة بسورية والبيان الختامي الصادر عن مؤتمر جنيف.
وقال لافروف: «من الواضح بالنسبة لنا أن إيقاف العنف يتطلب إرغام جميع الأطراف المتنازعة على وقف العمليات القتالية في آن واحد، لكي يتم سحب الأسلحة الثقيلة من المدن السورية بالتزامن مع انسحاب جميع المسلحين وهذا تحت رقابة الأممالمتحدة».
وتقول روسيا أنها لن تدعم قرارا ينص على إجراءات تحت الفصل السابع، باعتبار أن مثل هذا القرار قد يشكل ذريعة لتدخل عسكري اجنبي في سوريا كما ترفض فرض عقوبات اقتصادية أو سياسية ضد دمشق .
إيرانيا , شدد وزير الخارجية الايراني «علي اكبر صالحي» على أن الحل للأزمة في سوريا هو من خلال الحوار بين الحكومة والمعارضة، مشيرا الى أن الرئيس السوري «بشار الأسد» عين مندوبا عنه للحوار مع المعارضة التي ترفض الحوار.
وقال صالحي : دعوةَ طهران للحوار تهدف للتوصل إلى حل ينهي الازمة في سوريا. بدورها كشفت قناة «الميادين» الفضائية أن اتصالات إيرانية تجرى حاليا مع المعارضة السورية ناقلة عن بعض المصادر الإيرانية المطلعة قولها إن استعداد طهران تنظيم حوار بين الحكومة السورية والمعارضة لم يأت من فراغ.
جوبيه يصف الموقف الروسي في سوريا ب «الإجرامي»
باريس – وكالات :
أدان وزير الخارجية الفرنسي السابق الان جوبيه أمس ما سماه «الموقف الاجرامي» لروسيا التي ما زالت تدعم نظام بشار الاسد في سوريا. حسب زعمه . وصرح جوبيه ان «روسيا متعنتة وترفض اي تدخل للامم المتحدة في سوريا. يجب التنديد بهذا الموقف الاجرامي اعتقد ان هذه الكلمة ليست قوية كفاية».
وقال رئيس بلدية بوردو «يجب وقف مهمة كوفي عنان الفاشلة والضغط في مجلس الامن الدولي لتبني قرار تحت الفصل السابع يسمح باستخدام القوة لاخضاع هذا النظام المجرم». حسب تعبيره .
وتابع «الحظر على الاسلحة غير متوازن بما اننا نعلم ان النظام السوري يتلقى اسلحة على الارجح من روسيا في حين ان الجيش السوري الحر لا يحصل على اسلحة. يجب تصحيح هذا الخلل. يجب ان تطرح في الاممالمتحدة بوضوح مسألة الحظر على الاسلحة».
وقال جوبيه «لن يبقى بشار الاسد في السلطة. اصبح هذا الامر مستحيلا. انه «مجرم» وسيلاحق وهذا ما اتمناه امام محكمة الجزاء الدولية. نقوم بجمع عناصر لهذه الغاية». دائما وفق تعبيره وزعمه.