«ليس لدينا أية خلافات مع أي كان.. من توجد في قلبها رحمة عليها ان تعيدها حية او ميتة. ابنتي قد تكون مخطوفة!!» .. هذا آخر رجاء رفعته بحرقة كبرى السيدة هاجر القاسمي والدة الطفلة روان. منذ 11 فيفري الجاري ومصير الطفلة الصغيرة « روان» التي تبلغ سنتين وثمانية اشهر من زهرة العمر لم يعرف بعد . خرجت كالعادة للعب وهي ترتدي( مريولا) احمر اللون وبوط وسروالا اخضر اللون مع أخيها رسلان التوأم وبعض اطفال حي قرية التمرة .. لعبوا إلى حدود الساعة الواحدة بعد الزوال حيث انتبه الى وجود رسلان واختفاء الطفلة روان عن الأنظار منذ ذلك الحين.
بدموع وحسرة وحزن كبيرين خيما على المكان انطلقت الأم هاجر القاسمي لتروي اطوارا من ظروف اختفاء فلذة كبدها وهي المولودة بتاريخ 2 ماي 2010 توأم لأخيها رسلان واخت رابعة من ضمن أربعة ابناء زينوا حياة العائلة. حيث أشارت الى « مثل العادة وبعد ان تحسنت طفيفا حالة الطقس بتاريخ يوم الاثنين 11 فيفري همّ ابناي التوأمان رسلان وروان للعب كالعادة بالساحة الخلفية للمنزل وذلك رفقة بعض من ابناء الحي في حدود منتصف نهار ذات اليوم.
وذهب أخوها معاذ بطلب مني في حدود الواحدة بعد الزوال الى تفقد إخوته وذلك لانهماكي في بعض الشؤون العائلية . حيث لم يجدها في حلقة اللعب وليجد شقيقها التوأم رسلان وحيدا» وتطلق زفيرا حيث الآلام تنهش جسدها والافكار والهواجس تتقاذفها وانطلقت رحلة البحث من الجميع بعد ذلك ولكن كان بصيص من الأمل قائما حين أوضحت احدى الجارات ومن المقربات أنها شاهدت ابنتها روان تنادي «ب ماما ما وهي تصعد الجبل القريب وتلبس مريول احمر اللون وذلك بعد أن همت بقطف زهرات من الريحان».
هل خطفت «روان» أم ماذا ؟
هذا التصريح للشاهدة الوحيدة شهد تراجعا على حد تعبير الام الملتاعة لتنكر هذه الأخيرة مثل هذه التصريحات جملة وتفصيلا وتعتبر أنها لم تدل بها البتة وهو ما زاد من حيرة العائلة ولوعتها على حد تعبير السيدة هاجر القاسمي.. رجاء ساقته لنا وهي تمسح دموعا حارة نزلت على وجنتها حيث شحب وجهها لتعتري نظرة تائهة ملامحها حيث قالت «ابنتي صغيرة بريئة عمرها ما بعدت علي .. هي مرحة ويقظة ليس لدينا مشكل مع اي كان.. وإن خطفت ابنتي ارجو ممن خطفها ان يعيدها ولن أتابعه اريد معرفة فلذة كبدي حية او ميتة ... عليها ارجاعها معمولها الربي».
كانت التصريحات مقتضبة حيث خيم الحزن على اركان منزل السيد عماد وزوجته هاجر وكامل افراد العائلة وبالمنطقة حيث الحاجة فاطمة وعم مصطفى المعلاوي جدا روان شددا على هول الصدمة وطلب الرحمة للطفلة الملاك حد تعبيرهما واعتبارا أن ما حدث سابقة خاصة وأن لا خلافات او إشكال لهما مع أي كان.. الحاجة فاطمة أشارت وقد أغرورقت عيناها بالدموع ان اخر كلمات الطفلة روان مازحة بعد ان ناولتها عظمة صباح ذات اليوم أنها «معادش باش اتجيها» كلمات انطلقت من فم طفلة ببراءة الأطفال .. حيث الكل ينتظر بلهفة وعلى نار معرفة مصيرها في ظل تكاتف الجهود الأمنية.