المنطقة السقوية بجهة بوسالم تعاني صعوبات تقنية وبشرية لم يقع وضع حد لها رغم تكرر التدخلات الموسمية وهو ما يتطلب حلولا جذرية لاسيما بعد تعرضها لإتلاف قنوات الري. من أبرز الصعوبات التي تعترض القطاع الفلاحي بجهة بوسالم ويظهر بوضوح هو ظاهرة ركود المياه وتغدق الحقول وهو ما ادى الى إتلاف المزروعات وتعذر الزراعة بعديد المساحات لعدة سنوات (هنشير عسيلة مثلا) هذا إضافة لما تسببه الأمطار سنويا من أضرار لآلاف الهكتارات من الحقول وخاصة المتعلقة بالزراعات الكبر ى وجزء من الأراضي السقوية ( المنطقة السقوية البير لخضر ) وقد تم في هذا الاتجاه اتخاذ تدابير موسمية وكذلك خطة جهوية تتولاها مندوبية الفلاحة وتتمثل في تجفيف مئات الهكتارات لتستعيد عافيتها وتعود للإنتاج بشكل جيد.
كما تعاني المناطق السقوية بجهة بوسالم من مشكل إتلاف القنوات وكذلك قدمها وهو ما عجل بانتشار مشكل إهدار كميات من المياه غمرت الحقول وانسابت بين المجاري وقد ساهم المواطن في تفشي هذه الظاهرة من خلال عملية التزود بالمياه بطريقة غير شرعية وقد كانت الأعطاب والتلف في هذا المجال كبيرة وإهدار المياه أكبر وهو ما تطلب تدخلات في الصيانة بصفة دورية وهي صيانة متواصلة ظهرت بوضوح في محطة الضخ الريابنة التي سيتم تعهدها وصيانتها بأكثر من ثلاثة مليارات بعد تكرر العطب بها.
وتعكف مصالح الفلاحة إلى صيانة وتجديد كامل لشبكة التزود بمياه الري بجهة بوسالم ولكن على مراحل لتجاوز إهدار المياه وتكرر الأعطاب التي أضرت بالزراعات خاصة زمن الذروة.
المديونية من معوّقات الفلاحة
تعتبر المديونية من أبرز الصعوبات التي تعترض القطاع الفلاحي وخاصة بالمناطق السقوية بجهة بوسالم وهي بسبب الجمعيات المائية الفلاحين العرضيين الذين يكترون قطع الأرض لموسم ثم يتركوا العداد في مديونية ويغادرون بلا رجعة وهو ما يزيد من انتشار ظاهرة القطع.
هذا ويظهر كذلك مشكل النقص البشري وتواضع اليد العاملة النشيطة جراء امتناع العمال وعزوفهم عن النشاط الفلاحي وخاصة العنصر النسائي وهو ما يظهر بوضوح أثناء فترات الجني والجمع للمحاصيل (البطاطا الجلبان...). هذا دون أن ننسى المعاناة المادية للفلاح جراء ارتفاع أسعار البذور والمشاتل وتكلفة مياه الري واليد العاملة بما يجعل تكلفة الإنتاج مرتفعة مقارنة بأسعار البيع وهو ما يجعل حيز الربح متواضعا وبالكاد يغطي المصاريف الطائلة يأتي كل هذا في ظل غياب الدعم المادي للفلاح وصعوبة الحصول على القروض الموسمية ومحدودية قيمتها.
صعوبات الواقع الفلاحي بجهة بوسالم عامة يتطلب تدخلات وحلول جذرية تخلصه من الواقع الذي جثم على قلوب الفلاحين لسنوات وجعل الكثير منهم يمتنع عن النشاط لأنه لا يضمن ظروف عمل مريحة وناجحة.