مع حلول فصل الصيف وارتفاع حاجة الزراعات الى مياه الرّي ظهرت عديد الصعوبات التقنية خاصة في تزويد المنطقة السقوية «سوق السبت بوهرتمة3» وهي صعوبات أدخلت هاجس القلق والخوف في صفوف الفلاحين الناشطين بهذه المنطقة وهو هاجس برّرته رزنامة توزيع المياه المقرّرة من طرف مندوبية الفلاحة والموارد المائية ويخشى الفلاحون تكرّر سيناريو الصيف الفارط حين داهم العطش عديد الحقول بهذه المنطقة وكاد يعصف بالصابة. هذا الهاجس سألت «الشروق» عنه السيد محمد الشاذلي عيادي رئيس الهيئة المؤقتة للاتحاد الجهوي للفلاحين بجندوبة فأكد أنّ قدم قنوات الرّي وعدم تماشيها مع حاجيات المنطقة السقوية نجم عنه صعوبة في الضخّ وضعف في كميات مياه الرّي عزّزته غياب نشاط عديد الجمعيات المائية ممّا يفرض التفكير في تجديد هذه الجمعيات وانتخابها من طرف الفلاحين لتفعيل نشاطها. ولتجاوز ظاهرة الخوف وجب اتخاذ التدابير التالية: ضخّ المياه من بوهرتمة بصفة مسترسلة وتحسين المعدّاة والزيادة في عددها لتوفير الكميات اللازمة وصيانة وإصلاح عطب مضخة «الريابنة بوهرتمة» المعطبة منذ حوالي سنة ونصف السنة (مضخّة من جملة 4 مضخّات) والاحاطة بالجمعيات المائية لتسريع الخدمات. وكذلك اعادة جدولة تزويد وتوزيع المياه دون قطع لتفادي العطب الذي قد يحصل بالشبكة من جديد. كما يفرض ذلك أيضا توفير مستلزمات الاصلاح لدى المجامع لربح الوقت عند الاصلاح والنظر في حالة بعض شبكات التزويد وإعادة تجهيزها وصيانتها من جديد (العزيمة البراهمي دوّار قطوس) وإعادة النظر في حالة الحنفيات والعدّادات لرداءة أغلبها ممّا تسبّب في ضياع كميات كبيرة من المياه والقطع المتواصل للمياه. وكذلك المراقبة الدائمة لمواضع تسريح وتصفية المياه (les ventouse de vidange) وتحديد المنطقة السقوية العمومية والالتزام بتزويدها دون سواها والتصدّي لظاهرة تزويد المناطق الخارجة عنها لفائدة بقايا النظام البائد وأصحاب النفوذ دون موجب حق ممّا سبّب ضعف التزوّد وعدم تلبية حاجيات المنطقة السقوية. وختم السيد محمد الشاذلي العيادي بالقول بأنّ استحقاقات القطاع الفلاحي بالجهة تتطلب تضافر الجهود وانقاذ المنطقة السقوية وتفعيل دورها على النحو الأكمل حتى يكون الانتاج في حجم التطلعات وتقطع مع هاجس الخوف الذي يسكن قلوب الفلاحين الذين بذلوا الكثير ولازالوا يبذلون رغم الصعوبات الجمّة التي تعترض سبيلم وأملهم كل الأمل أن يكون القادم أفضل ويقع تجاوز كل الاشكاليات القديمة المتجدّدة مع كل موسم صيف.