لماذا أصرّ اللاعبون على الاضراب قبل 72 ساعة من لقاء هام ضد المرسى؟ وماذا تخفي استقالة المدرب مراد العقبي الذي فقد السيطرة على المجموعة رغم المجهودات الكبيرة التي بذلها منذ اشرافه على حظوظ الفريق والنتائج الممتازة التي حققها بإمكانيات مادية وبشرية متواضعة؟ هذه الأسئلة طرحناها على بعض المسؤولين في الشبيبة وكذلك بعض اللاعبين والاطار الفني للفريق فكان التحقيق التالي :
الدكتور فتحي عذيرة (النائب الأول لرئيس الجمعية)
الهيئة تتحمل المسؤولية وتوقيت الاضراب غير مناسب أكد الدكتور فتحي عذيرة النائب الأول للرئيس في الهيئة المديرة أن الأجواء العامة كانت متوترة منذ مدة وأن المشكل مادي بحت في ظل الظروف المادية الصعبة التي تعيشها الجمعية في غياب المساعدات من جميع الأطراف المحيطة بالفريق الوضع استثنائي مافي ذلك شكّ رغم أنه من حق اللاعبين المطالبة بحقوقهم المادية لكن كان من المستحسن أن لا تصل الأمور إلى حدّ الإضراب خاصة في آخر الأسبوع قبل مباراة هامة أمام المستقبل الرياضي بالمرسى الاحتجاج كان يمكن أن يقع بعد هذه المباراة في أول الأسبوع ورغم ذلك أحمل الهيئة المديرة المسؤولية لأنها لم تقم بتطويق الأزمة في إبانها ولم تسيطر على الوضع بما يؤكد غياب الانسجام والتنسيق وربما الثقة المتبادلة بين بعض الأطراف... سنعمل إن شاء الله على اصلاح ما يمكن اصلاحه خلال الجولات القادمة لإعادة الشبيبة إلى السكة الصحيحة.
السيد عبد الرزاق طراد (مسؤول في فرع كرة القدم)
تأجيل المحاسبة... والمصالحة ضرورية
من ينكر أن الشبيبة ليست في أزمة حقيقية إنما يضحك ويستهزئ ولا يريد الخير للجمعية الشبيبة مريضة ولا بد من العلاج وفي أسرع وقت ممكن...لا بد أن يضع الجميع الخلافات جانبا والالتفاف حول الفريق في محنته...المطلوب تأجيل المحاسبة لأن الأخطاء موجودة ولا ينكرها أحد ...لكن ما الفائدة من فتح الملفات الآن أو توجيه الاتهامات لهذا الطرف أو ذاك من ضروري أن نعمل على تقريب وجهات النظر لأن المصالحة والوفاق هو الحل في الظرف الراهن لأن الأخطار تهدد الفريق...اضراب اللاعبين على الأجواء العامة أربك التحضيرات استعداد لمباراة المرسى وهاهي الشبيبة تدفع الفاتورة...كان من المستحسن تأجيل هذا الاضراب أو الاحتجاج على مسألة المستحقات بطريقة حضارية تجنب الفريق السقوط في فخّ النتائج السلبية...كما أن المدرب مراد العقبي تسرع حين قدم استقالته وربما يكون قد تأخر نفسانيا بما حدث...أرجو من الجميع أن يعمل على وضع مصلحة الشبيبة فوق أي اعتبارات أخرى لتجاوز هده الأزمة التي إذا تواصلت ستكون نتائجها وخيمة.
سمير فيالة (مسؤول عن فرع كرة اليد):
جميع أبناء الفريق هربوا بسبب سياسة العلويني
«تمرّ الشبيبة بأزمة إدارية سببها الخلافات بين رئيس النادي وبقية أعضاء الهيئة المديرة بما أن السيد فاتح العلويني يتخذ القرارات بمفرده وأكبر دليل على ذلك هروب أغلب المسؤولين حيث أن الهيئة قد تفقد الشرعية في صورة انسحاب أي عضو آخر منها ورفض رئيس الفريق كشف حسابات الجمعية وهو ما يدخل في اطار رغبته في تسيير الفريق بمفرده كما أنه دأب على افتعال الازمات حتى يتجنب بقية أبناء الشبيبة الاقدام على تولي المسؤولية صلبها وأؤكد أن انسحاب المدرب وإضراب اللاعبين عن التمارين ناتج عن عدم تمكينهم من مستحقاتهم وهذا الأمر يشمل كل الفروع الأخرى». المدرب مراد العقبي :
استقلت لأنني لم أعد قادرا على تقديم الاضافة
قمت بواجبي خلال الفترة التي أشرفت فيها على الفريق رغم عديد العراقيل والضغوطات.. واليوم أشعر أني لم أعد قادرا على تقديم الاضافة خاصة وأن الاجواء لم تعد تشجع على العمل. اضرابات في التمارين بسبب المستحقات.. ماذا يمكن أن أقدم للاعب فاقد التركيز وغير جاهز ذهنيا ونفسانيا للقيام بواجباته واعتقد ان لقاء المرسى يترجم كل ما حدث.. فما الضرورة اذا من وجودي رغم أني لم أتحدث عن مستحقات الاطار الفني.. وعلاقتي طيبة مع المسؤولين في الهيئة المديرة وكذلك اللاعبين وجميع الأطراف المحيطة للفريق. كنت ايجابيا طيلة فترة اشرافي على حظوظ الفريق. قررت الانسحاب وأنا في هدوء تام واتخذت هذا القرار بعد تفكير عميق لأن الاجواء الآن أفقدتني السيطرة على المجموعة وهذا خارج عن نطاقي.
سيناريو متوقع... والمسؤولية جماعية
السيناريو الذي عاشته الشبيبة كان متوقعا مقارنة بالاحداث الاخيرة.. ان شاء ا& تنحل المشاكل المادية التي كانت سببا في الخلافات مما أدى الى الاضراب الثالث على التوالي في هذه الفترة القصيرة من انطلاق الموسم. فماذا لو كان الموسم أطول؟.. التقصير كان من جميع الأطراف حيث كان على الهيئة الاحاطة أكثر باللاعبين وتشجيعهم وتمكينهم من مستحقاتهم، وكان على الاطار الفني العناية أكثر باللاعبين على المستوى الفني والذهني.. اللاعبون بدورهم يتحملون المسؤولية لأن الاضراب عن التمارين ليس حلا خاصة وان التوقيت لم يكن مناسبا. المهم الآن أن الوضعية ليست كارثية، وانتصار وحيد سيجعل الشبيبة تواصل مشوار البطولة في أمان من اي مفاجآت.. لم الشمل مطلوب الآن وتوحيد الصفوف أكثر من ضروري.
محمود الدريدي (قائد فريق) : أخطاء لابدّ من مراجعتها
غير معقول وغير مقبول ما يحدث في الشبيبة.. الاخطاء بالجملة وكل الأطراف مساهمة فيها.. ما السر في تغير وجه الفريق مقارنة بمرحلة الذهاب رغم أن المجموعة هي نفسها من مسؤولين واطار فني ولاعبين..؟ أكيد ان اللغز هو غياب الحوافز المادية وعدم حصول اللاعبين على بعض مستحقاتهم ووجود سوء تفاهم بين المسؤولين واللاعبين الذين فقدوا التركيز وجعلهم يحتجون بالاضراب.. اعتقد ان التدارك مازال ممكنا المهم وضع النقاط على الحروف حول عديد المسائل لإعادة المياه الى مجاريها بعد هذه الهزيمة الموجعة في القيروان أمام المستقبل الرياضي بالمرسى.