لم يجد مشكل تراكم النفايات داخل جزيرة جربة الحل النهائي وهو مرجح لمزيد من التفاقم خاصة في معتمدية حومة السوق حيث عجزت البلدية عن ايجاد مكان لوضع النفايات. العديد من المصبات العشوائية التي تم استغلالها لم تعد قادرة على استيعاب المزيد من الفضلات كما أن العديد من أهالي الجزيرة الذين مكنوا البلدية من استعمال أراضيهم لردم النفايات أصبحوا يخشون من الأضرار التي قد تلحق بتلك الأراضي وبقيت هذه الحلول وقتية.
ولقد تعددت الجلسات والاجتماعات بين مختلف الأطراف من نيابة خصوصية والسلطة الجهوية ومختلف مكونات المجتمع المدني من أجل ايجاد الحلول للحد من مشكل تجمع النفايات داخل الجزيرة .
آخر هذه الجلسات انعقدت يوم الثلاثاء 05 فيفري 2013 بمقر بلدية حومة السوق وتحت اشراف والي مدنين الذي وصف الوضع البيئي في جربة بالخطير بل انه تحدث عن وضع كارثي أصبحت تشهده الجزيرة مشيرا الى أنه لا يمكن المواصلة في استغلال المصبات العشوائية مؤكدا أن الحل الوحيد يتمثل في تحويل نفايات حومة السوق الى مصب «بوحامد» الموجود خارج جزيرة جربة وهو مصب ولاية مدنين وهو حل وقتي حسب ما ذكره في انتظار انجاز المشروع الضخم للتصرف في النفايات في جزيرة جربة .
لكن وبعد القرار الذي اتخذته السلطة الجهوية بمدنين والقاضي بتحويل نفايات حومة السوق الى مصب الولاية بجهة بوحامد تم يوم الاثنين 18 فيفري 2013 اعلام النيابة الخصوصية لبلدية جربة حومة السوق من طرف والي مدنين بأنه من الصعب استغلال مصب بوحامد لوضع نفايات حومة السوق. وهو ما أكده رئيس النيابة الخصوصية بجربة حومة السوق السيد سامي بالطاهر الذي صرح للشروق بأن والي مدنين اتصل به يوم الاثنين 18 فيفري 2013 وأعلمه أنه لا يمكن تحويل نفايات جربة الى مصب بوحامد وذلك لاعتراض أهالي منطقة «الغرابات» عن ذلك ورفضهم بصفة قطعية وضع الفضلات القادمة من جربة في مصب بوحامد.
هذه التطورات قوبلت بالكثير من الاستياء والغضب من طرف أهالي جزيرة جربة الذين أكدوا على أن مصب بوحامد هو مصب كامل ولاية مدنين وأن جزيرة جربة تنتمي الى تلك الولاية فكيف حسب ما ذكره العديد من متساكني جربة لا يمكن استغلال مصب الولاية من طرف جزيرة جربة. كما اعتبر العديد من أهالي الجزيرة أن جربة تمثل المورد الرئيسي لمداخيل ولاية مدنين مستنكرين عدم امكانية استعمال مصب الولاية.
والأكيد فإن مشكل الفضلات سيشهد المزيد من التفاقم فالوضعية الحالية في جربة وخاصة في حومة السوق تبعث على الحيرة والخوف من تراكم النفايات وما له من انعكاسات خطيرة ليس فقط على الوضع الصحي والبيئي بل وكذلك على الوضع الاقتصادي وأساسا السياحي.
فجربة كما يريدها الجميع يجب أن تكون أفضل وجهة سياحية وجزيرة الأحلام كما عاهدها كل العالم.