برمجة إنجاز مصب مراقب ثان بمنطقة تونس الكبرى تونس-الصباح عدة مصبات جديدة ومراكز تحويل ينتظر انجازها خلال السنوات القادمة ومصبات أخرى ستدخل حيز الاستغلال عما قريب هذا ما تم الإعلان عنه صباح أمس خلال لقاء وطني حول التصرف في النفايات في تونس حضره عدد كبير من المهتمين بالمشكل البيئي. وأثيرت خلاله معضلة المصبات العشوائية التي تقلق راحة المتساكنين وتنغص عيشهم خاصة خلال فصل الصيف.. وفي هذا الإطار يقول السيد منير الفرشيشي المدير العام للوكالة الوطنية للتصرف في النفايات أنه تم الشروع في غلق واستصلاح 13 مصبا عشوائيا في مرحلة أولى وذلك بالتوازي مع بداية استغلال المصبات المراقبة ومراكز التحويل التابعة لها بكل من ولاية قابس (وذرف، الحامة، شنني النحال، مارث، قابس) وبولاية بنزرت (منزل عبد الرحمان، منزل جميل، ماطر) وبجزيرة جربة (الغوش والرياض والغري بجربة حومة السوق، البحيرة وقلالة بجربة أجيم). كما تدخلت الوكالة ببعض الجهات لتحسين الوضعية البيئية بالمصبات البلدية في انتظار وضع منظومة المصبات المراقبة ، وقد تم التدخل في العديد من المصبات (الحمامات، المكنين، بوسالم، رفراف، جبنيانة، سيدي بوزيد، منزل بورقيبة،رأس الجبل، القيروان، زغوان). ولا شك أن القضاء على المصبات العشوائية يستوجب الكثير من الجهد.. وإلى جانب الحديث عن المصبات العشوائية تم خلال اليوم الإعلامي استعراض حصيلة برامج التصرف في النفايات.. يذكر أن الكميات السنوية للنفايات المنزلية في تونس تقدر بحوالي 2 مليون طن والنفايات الصناعية والخاصة بنحو 150 ألف طن ونفايات الفوسفوجيبس بنحو 5 ملايين طن ونفايات اللف والتعليب بنحو 52 ألف طن ونفايات المستشفيات بنحو 18 ألف طن.. الأمر الذي يتطلب حسن التصرف فيها حماية للمحيط لأن غياب المعالجة الناجعة للنفايات يفرز اخلالات عدّة مثل انتشار المصبات العشوائية بمحيط المدن والإلقاء العشوائي للنفايات بمجاري الأودية والسباخ والمناطق الهشّة ويتسبب أيضا في بروز النقاط السوداء بالمدن الكبرى. وللحدّ من مختلف مظاهر التلوث الناجم عن النفايات المعالجة تم على حد قول السيد نذير حمادة وزير البيئة والتنمية المستديمة، "رصد اعتمادات هامة ناهزت 200 مليون دينار خلال المخطط العاشر للتنمية.. كما تم الانتهاء من انجاز 8 مصبات مراقبة و20 مركز تحويل من مجموع 9 مصبات مراقبة مبرمجة خلال المخطط" ويجري الإعداد للانطلاق في انجاز ثلاثة مصبات مراقبة وتسعة مراكز تحويل بولايات زغوان وتوزر والمهدية.. هذا وتمت برمجة انجاز مصب مراقب ثان بتونس الكبرى وبعث مصبين على حوض مجردة وعلى مستوى ولايات باجة وجندوبة وسليانة والكاف وبرمجة انجاز مراكز تحويل بقفصة والقصرين وسيدي بوزيد.. وانطلقت عمليات استغلال المصبات المراقبة ومراكز التحويل بولايتي بنزرتوقابس وبجزيرة جربة والإعلان عن طلب عروض الاستغلال بالنسبة لولايات سوسة والمنستير والقيروان وصفاقس ومدنين وتم الانطلاق في إعداد ملف طلب العروض لاستغلال المصب المراقب ومراكز التحويل بولاية نابل. وبالإضافة إلى ذلك تم تشخيص المصبات العشوائية بهذه الولايات ورصد اعتماد بحوالي18 مليون دينار لغلق واستصلاح المصبات البلدية وذلك في إطار دعم التصرف المستديم في النفايات الممول من طرف البنك الدولي في إطار الاعتمادات المدرجة بالمخطط الحادي عشر للتنمية. وحدة جرادو سجلت الوحدة المركزية للمعالجة بجرادو مستوى انجاز ناهز 90 بالمائة ومن المنتظر دخولها حيز الاستغلال خلال السداسي الأول من السنة القادمة وسيتم تعزيز هذه الوحدة بإحداث ثلاثة مراكز إقليمية للخزن والتحويل بالشمال والوسط والجنوب وستمكن من معالجة حوالي 90 ألف طن سنويا من النفايات الصناعية والخاصة في مرحلة أولى وتبلغ طاقتها القصوى 150 ألف طن سنويا. وفي مجال التصرف في أصناف أخرى من النفايات الخطرة يجري إعداد دراسة لوضع مخططات تصرف في مادة خطرة ودراسة ثانية لوضع منظومة للتصرف في النفايات الاستشفائية بمبلغ 6 مليون دينار في نطاق هبة من الصندوق العالمي للبيئة والبنك العالمي. وتم الانتهاء من مخزون المبيدات التالفة والشروع في الإعداد لعمليات إعادة التعليب والمعالجة في إطار البرنامج الإفريقي لإزالة المبيدات التالفة بتونس الذي يمول عن طريق البنك العالمي والمنظمة العالمية للأغذية والزراعة والصندوق الفرنسي للبيئة في شكل هبة بما يناهز 7 مليون دينار.. وفي مجال التصرف في الزيوت المستعملة تم جمع 60بالمائة منها كما تم جمع 13 ألف و500 طن من نفايات اللف والتعليب.. واستأثرت مجالات جمع ونقل ورسكلة النفايات البلاستيكية بإحداث 310 مؤسسات صغرى مكنت من خلق 15 ألف موطن شغل.. وبعد انجاز هذه المشاريع ستمر نسبة النفايات الملقاة في المصبات المراقبة من أربعين بالمائة حاليا إلى 93 بالمائة في أفق سنة 2009.