تتواصل احتفالات جهة الوطن القبلي بالبرتقال والقوارص عموما وفي هذا الإطار نظمت جمعية التربية البيئية بالحمامات يومي 23 و24 فيفري الجاري الدورة الثالثة لمهرجان القوارص الذي تضمن فقرات متنوعة بوسط المدينة. ويهدف هذا المهرجان بالأساس إلى تنشيط الذاكرة وتحسيس السلط المعنية والأهالي بضرورة العمل على التمسك بشجرة القوارص الغنية بالفوائد الغذائية والمادية وهذا ما وقع التطرق إليه في المائدة المستديرة التي احتضنها المركز الثقافي بالحمامات صباح الأحد 24 فيفري حول «عطر ونكهة وفوائد الأرنج» قبل زيارة المتحف البيئي وتذوق منتوجات القوارص كما تواصل المعرض التحسيسي بوسط المدينة حول «الموروث الحضاري و البيئي لفلاحة القوارص بالحمامات» يومي 23 و24 فيفري إلى جانب العروض التنشيطية لفرقة الفنون الدرامية والركحية بالكاف وفرقة روسية والسلامية مع رقص والعاب للاطفال. وقد اشتهرت منطقة الحمامات منذ القدم بفلاحة القوارص التي تمثل جانبا هاما من موروثها التراثي والحضاري الذي دعمته الجاليات العثمانية والأندلسية التي حطت رحالها بتونس في القرن السادس عشر ميلاديا. ولكن النمط الاقتصادي تطور فزحفت السياحة التي تطلبت يد عاملة إضافية من مختلف جهات الجمهورية وأثر قدومها المتنامي على التطور العمراني الرهيب الذي أتى على الأخضر واليابس وأثر بالتالي على حقول وغابات القوارص التي تراجعت بشكل كبير وبالخصوص شجرة الليمون المعروفة بعطائها الغزير على امتداد الفصول الأربعة مما جعل أهالي الحمامات يبدعون في العناية بهذه الشجرة وحمايتها من عديد الأمراض وهذا ما ورد في عديد الدراسات التي انجزها الأستاذ الراحل وابن دار شعبان الفهري «حافظ ستهم» وهو أحد أبرز رواد ومؤسسي الجغرافيا التونسية المعاصرة بالجامعة التونسية.ورغم ذلك فمكانة القوارص وشجرة الليمون لا تزال محفوظة في ذاكرة الأهالي وفي الحقول والحدائق المنزلية.