أصدر قاضي التحقيق المكلف بقضايا الأطفال بالمحكمة الابتدائية بالقيروان، تهمة إضرام النار عمدا بمحل مسكون ومحاولة القتل العمد مع سابقية القصد، ضد 3 تلاميذ بالمدرسة الإعدادية الإمام سحنون ببوحجلة (القيروان) على خلفية حادثة تعرض مبيت الإعدادية إلى حريق بتاريخ 27 فيفري 2012. حادثة حريق المبيت راح ضحيتها تلميذين بالمدرسة يقيمان بالمبيت وهما محمد علي الحضراوي وزياد السفسافي كما أدت إلى إصابة التلميذ خميس الجلاصي بحروق جلدية إلى جانب حرق محتويات المرقد.
وتعود أسباب الحريق حسب نتائج التحقيق إلى رش بعض التلاميذ للبنزين وإضرام النيران في الأثاث. وقد وجهت تهمة المشاركة في حرق المبيت إلى 3 تلاميذ من بين المقيمين بالمبيت ويدرسون بإعدادية الإمام سحنون. لا تزال القضية تشغل الرأي العام في بوحجلة، فمن جهة بسبب وفاة 2 من بين التلاميذ ومن جهة ثانية بسبب تواصل إيقاف 3 من التلاميذ (بين 14 و16 سنة).
حادثة مريبة
وقد اختتمت الأبحاث في القضية من قبل قاضي التحقيق المكلف بقضايا الأطفال بالمكتب الأول بالمحكمة الابتدائية بالقيروان، بعد معاينة الأبحاث الابتدائية المجراة من قبل التحقيق وأعوان فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بالقيروان، ووردت بها تفاصيل الحادثة كما تم الاستماع إلى عدد من التلاميذ والمربين وإدارة المعهد (السابقة) والمدير الجهوي للتربية (السابق) وقد حضرت الجهات الأمنية والحماية المدنية وممثل النيابة العمومية ووالي الجهة والمدير الجهوي وعاينوا الحريق.
وأنتجت التحقيقات أن سبب الحريق الذي طال الإعدادية يعود إلى الليلة الفاصلة بين 27 و28 فيفري 2012، حيث اندلعت النيران بالمبيت وتسبب في إصابة 2 تلاميذ بإصابات خطيرة تسببت في وفاتهما لاحقا نتيجة شدة الحروق وتعثر عمليات العلاج والتنقل بين أكثر من مستشفى، وقد اتجهت الشكوك في البداية إلى أن من سبب الحريق هو عطب كهربائي، وتم استبعاد قصدية الفعل والعمل الإجرامي من قبل من تم البحث معهم، لكن البحث الإداري داخل الإعدادية من قبل مدير المعهد أوصل إلى أن الحريق ناتج عن إضرام النار بشكل متعمد، حيث كشف أحد التلاميذ أنه اشتم رائحة بنزين ودخان.
وتفيد تفاصيل الواقعة أن 3 تلاميذ كانوا على علم بأمر جلب أحدهم لقارورة بلاستيكية تحتوي على البنزين، حيث أخفاها أحدهم في حقيبته وقد تضاربت أقوال التلاميذ حول من اقتنى البنزين ومن أخفاها في الحقيبة وحصل إنكار من قبلهم لرواية الآخر، ويصر أحد التلاميذ على عدم صلته بالعملية وعدم علمه بأمر البنزين نافيا عدم مساهمته رغم تأكيد تلميذ آخر أنه سكب البنزين على أحد الأسرة الشاغرة من الجهة المقابلة لسريره، وقد جرت مكافحة قانونية بين التلاميذ وقد أكد بعضهم أنه خاف من إعلام الإطار التربوية وصرح اخر أنه لم يكن يظن أن تصل المسألة ذلك الحد من الخطورة.
تعويض
ويشير تقرير البحث إلى أن التحاليل لم تبين وجود اثار أي نوع من أنواع المواد الحارقة (بترول أزرق أو مازوط أو بنزين) كما بين أن الشبكة الكهربائية لم يكن فيها أي خلل، كما أشار الاختبار الفني إلى أن وفاة التلميذين لم تكن طبيعية وإنما جراء نشوب حريق بالمرقد.
وتحدث التقرير عن تعمد إضرام النار بالمحل المعد لسكنى التلاميذ باعتماد مادة حارقة تم إحضارها وإدخالها إلى المبيت.
وأشار تقرير الأبحاث أن التلاميذ لم يتجاوزوا سن الطفولة زمن الواقعة وبذلك تم سماع أوليائهم وإعلامهم بالتتبع العدلي الجاري ضدهم والتهم المنسوبة إليهم مع تكليف قسم النهوض الاجتماعي بإجراء أبحاث اجتماعية بخصوص سيرتهم وسلوكهم.
وقد تم إحالة التلاميذ بحالة إيقاف إلى دائرة الاتهام المكلفة بقضايا الأطفال لاتخاذ ما تراه صالحا في شأنهم.
ولا يزال أولياء التلميذين المتوفيين متمسكون بالتعويض عن وفاة ابنيهما وفق تصريح عم الطفل محمد علي حضراوي مؤكدا أن حادثة الوفاة أثرت نفسيا في أفراد العائلة.