أصيب 3 تلاميذ بحروق بليغة فجر أمس الثلاثاء نتيجة حريق نشب بمبيت المدرسة الإعدادية «الإمام سحنون» بمدينة بوحجلة من ولاية القيروان، وقد تدخل أعوان الحماية المدنية لإطفاء الحريق كما تدخلت الجهات المعنية وحضر وكيل الجمهورية وشوهد والي الجهة ومندوب التربية وقد تسبب حضورهما في بعض الإضطرابات. وقد تم فتح تحقيق أمني في الغرض لمعرفة أسباب الحريق بينما تم نقل أحد التلاميذ إلى قسم الحروق البليغة ببن عروس نظرا لخطورة حالته بينما تم الاحتفاظ بتلميذين آخرين على ذمة العلاج. وتفيد المعطيات الأولية التي استقتها «الشروق» من مصادر مطلعة ومن شهود عيان ان سبب الحريق يعود مبدئيا إلى عطب كهربائي تسبب في تماس أدى إلى اشتعال احدى الحشايا قبل تفشي النيران في كامل المبيت، وذلك عند الساعة الثانية والنصف فجر يوم الثلاثاء. وقد تم اخراج التلاميذ بسرعة من قبل أفراد من الأسرة التربوية لكن النيران تمكنت من إصابة 3 تلاميذ اثنان منهم في السنة الثامنة والثالث في السنة الثالثة أساسي، حيث أصيبوا بجروح بليغة أحدهم وصفت حالته بالخطيرة وأحيل إلى وحدة الانعاش بقسم الأغالبة بالقيروان قبل نقله إلى قسم الجروح البليغة ببن عروس حسب تأكيد مندوب التربية الذي حضر على عين المكان. وأكد شهود عيان أن أعوان الحماية المدنية تدخلوا وتمكنوا من إطفاء الحريق لكن بعد أن أتت النيران على كامل المبيت وأثاثه لكن تدخلهم حال دون امتداد النيران إلى المباني المجاورة. ولا تزال أسباب الحريق مجهولة في انتظار ما ستسفر عنه الأبحاث. وذكر بعض التلاميذ أن باب المبيت كان مغلقا في غياب القيم (قدم شهادة طبية) مما أدى إلى صياح وبكاء التلاميذ طالبين النجدة قبل أن يتفطن الحارس الليلي للمدرسة وسارع في الإبان بفتح الباب حسب بعض المصادر كما أكد عدد من الأولياء ل «الشروق» أن غياب القيم بالمبيت هو سبب رئيسي في هذه الحادثة والكارثة وبينوا أن غياب القيم ليس غيابا متعمدا لقيم معين لكن المشكلة هي نقص في عدد القيّمين. تحول والي القيروان إلى مكان الحادثة برفقة السيد المندوب الجهوي للتربية في ظل احتجاج كبير من قبل أولياء التلاميذ بالمدرسة وبعض الأهالي ببوحجلة، كما استاء البعض من طريقة تعامل الوالي مع الأولياء وكذلك في زيارته السريعة فتحرك بعض المواطنين من أجل منع المندوب الجهوي للتربية من المغادرة طالبين رجوع الوالي وحضور وزير التربية لمعالجة ومعاينة المشاكل التي تعترض فلذات أكبادهم وبعد حوالي ساعة من النقاشات والمحاورات تم إخلاء سبيله. المندوب الجهوي للتربية صرح أن هناك نقصا كبيرا في عدد القيمين بالمدرسة الإعدادية «الإمام سحنون» ببوحجلة وحمل المسؤولية لوزارة التربية لعدم استجابتها في توفير قيمين اضافين وتأخر الاعلان عن نتائج مناظرة القيمين. وتعهد المندوب الجهوي بالسهر لمتابعة أحوال التلاميذ المتضريين وأعلمنا أنه أبلغ وزير التربية بالموضوع ليتم التنسيق مع وزير الصحة حتى يتم توفير غرفة معالجة ببن عروس لفائدة التلميذ المتضرر. ومازالت إلى حد الآن الأبحاث متواصلة لمعرفة السبب الرئيسي للحريق من طرف الشرطة العدلية والفنية بالقيروان والشركة التونسية للكهرباء والغاز. وقد تقرر إغلاق المدرسة الإعدادية ليومين ابتداء من اليوم الثلاثاء حتى يتم إيجاد حل استثنائي لإيواء التلاميذ الذين يقطنون بعيدا عن المدرسة الإعدادية وأغلبهم من أرياف بعيدة وهذا الموضوع تعهد به السيد معتمد الجهة ومدير المدرسة لكن بعض الأولياء طالبوا بإيجاد حلول جذرية كالترفيع في عدد القيمين وصيانة المدرسة بالكامل وحماية أبنائهم (الغير مقيمين) خارج المدرسة).