اعتبر الخبير الدولي في الشؤون الأمريكية الدكتور كامل وازنة في حديث ل «الشروق» أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري تستهدف محاولة إعادة ترتيب المنطقة. بعد وصول الاسلاميين الى سدة الحكم في عدد من بلدان «الربيع العربي» قال الدكتور كامل وازنة إن الهدف من هذه الزيارة في رأيي النظر في كيفية التنسيق مع الحكام الجدد بدول الربيع العربي ومراجعة الخطوط العريضة للمشروع الأمريكي في المنطقة خاصة في ضوء المتغيرات الجديدة على الساحة والمتمثلة في صعود تيارات الاسلام السياسي ونمو الرأي العام العربي الذي اكتسب قوة جديدة اضافة الى الصعوبات الاقتصادية الناجمة عن الثورات التي شهدتها المنطقة».
وأضاف: «كل هذه التوجهات تعد اختبارا صعبا يكشف عن مدى قدرة جون كيري في التعامل مع مختلف التطوّرات والسيناريوهات التي قد تؤثر على المصالح الأمريكية في المنطقة».
وتابع: «إن زيارة جون كيري هي زيارة خبير خدم في مجلس الشيوخ لأكثر من 30 عاما... ويعرف دول المنطقة وزواريبها ودواليبها... وهو ليس غريبا عنها وقام بمهمات عديدة في أفغانستان وباكستان والسودان... وهو ايضا اكثر خبرة من معظم الذين سبقوه... وبالتالي فإن زيارته هذه لن يكون القصد منها «التعارف» بل إنها ستكون زيارة ذات أبعاد ودلالات مهمة.
وحول الجديد الذي يمكن ان تتمخض عنه هذه الجولة استبعد الدكتور كامل وازنة هذا الأمر مشيرا الى ان سقف هذه الجولة لن يتجاوز تجديد التأكيد على دعم المعارضة في سوريا والعمل على إطالة الأزمة السورية لأجل غير مسمى.
وأضاف: «لا أتوقع إمكانية أن يحمل كيري في جرابه أي وصفة الحل السياسي في وسوريا بل إن الأمريكيين يبدون مصرّين على الاستمرار في تدمير سوريا والعمل على الإطاحة بالنظام السوري بكل السبل..
وفي ما يتعلق بالملف الفلسطيني رأى الدكتور كامل وازنة انه ليس هناك اي جديد سيقدمه كيري في زيارته هذه بما انه استثنى الأراضي الفلسطينية من جولته هذه اصلا معتبرا ان ما اعلنه جون كيري من أن إلغاء زيارته هذه يأتي بسبب عدم وجود حكومة في إسرائيل لا يبرّر موقفه ويعد تنصّلا من التزامات أمريكا تجاه القضية الفلسطينية.