قلّل الباحث المصري الدكتور أشرف بيومي في لقاء مع «الشروق» من القاهرة من أهمية الجولة التي يقوم بها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى المنطقة معتبرا أن الهدف منها لا يتعدى «توضيح» الموقف الأمريكي في المرحلة القادمة بكل من سوريا ومصري على وجه التحديد . وأعتبر الدكتور أشرف بيومي أن هناك خطة يريد جون كيري تسويقها خلال زيارته هذه عنوانها الأساسي الملف السوري خاصة بعد فشلهم على مدى العامين الماضيين في تحقيق الأهداف التي رسموها تجاه سوريا والمتمثلة تحديدا في إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.
وأضاف «واضح أن الأزمة السورية أربكت على مدى العامين الماضيين القيادات الأمريكية التي وجدت نفسها في مأزق بخصوص كيفية التعاطي مع هذه الأزمة...وهو ما ترجمته التصريحات والرسائل المتناقضة التي بعثت بها خلال الفترة الأخيرة فتارة تطالب المعارضة بالحوار مع النظام السوري وتارة أخرى تؤكد دعمها لهذه المعارضة بالسلاح...وتارة أخرى أيضا تتراجع عن ذلك وتؤكد التزامها بمبادئ جينيف... وفي نفس الوقت تطالب بتنحي الرئيس السوري مما أدى إلى فشلهم فشلا ذريعا في إدارة هذه الأزمة».
ورأى الدكتور أشرف بيومي أن كيري يريد من خلال زيارته هذه تحديد الموقف الأمريكي وإزالة هذا التضارب والغموض الذي رافق السياسة الأمريكية وذلك من خلال التأكيد على دعم المسار الديمقراطي والتأكيد على انتخابات شفافة وإطلاق أرضية للحوار بين المعارضة والنظام في سوريا.
وفي ما يتعلق بالزيارة التي يؤديها اليوم إلى القاهرة أعتبر الباحث والمفكر القومي المصري أن الأمريكيين غير راضين عمّا يحدث في مصر وتدهور شعبية الاخوان المسلمين في هذا البلد مشيرا إلى الاتصال الذي جمع الرئيسين الأمريكي والمصري هذا الأسبوع والذي دعا فيه أوباما مرسي إلى «احترام مبادئ الديمقراطية» ورأى بيومي أن هناك طبخة مصرية يحملها كيري معه من معالمها تقاسم السلطة في مصر بين الاخوان والأحزاب السياسية الليبرالية مشيرا إلى أن الأمريكان يخشون من تدخل الجيش وانقلابه على نظام مرسي لأنهم لا يرون في ذلك بديلا للإخوان بل يعتبرونه خطوة نحو العودة بالأمور إلى المربع الصفر.