عاشت عائلة الحامدي مأساة ليلة السبت بعد ان اكتشفت موت ابنها محمد أمين الذي لم يتجاوز ال 21 سنة. ولم تكشف هذه الجريمة حتى الآن. تمّ العثور خلال الليلة الفاصلة بين السبت والاحد على جثة المسمى محمد أمين حامدي من مواليد ماي 1992 على مستوى الطريق الرابطة بين سيدي بوزيد ومنطقة الأسودة وهو ينزف دما من فمه ويحمل آثار عنف على ساقه لما تم العثور عليه ولم يقع اكتشاف آثار اصطدام بسيارة خاصة وأن مكان العثور عليه لا علاقة له وجود ابنه.
كان على عجلة من أمره
وفق ما افاد به والد الهالك (الضاوي حامدي) اثناء زيارة «الشروق» لمنزل شقيقة الهاشمي الحامدي الكائن بمنطقة الحوامد حيث اكد انه استحم حوالي منتصف نهار السبت وغير كامل ملابسه وكان على عجلة من امره عندما غادر المنزل وكان يتلقى مكالمات هاتفية في كل مرة. مضيفا انه اتصل به حوالي الساعة الرابعة والنصف وكانت تلك آخر مكالمة اجراها معه اخبره خلالها انه متواجد بمدينة سيدي بوزيد حيث طلب منه العودة للقيام ببعض الاعمال الفلاحية التي كان يقوم بها الهالك. يواصل السيد الضاوي رواية آخر اتصاله بابنه الهالك انه ومع تأخره في العودة الى المنزل حاول الاتصال به حوالي التاسعة والنصف ليلا الا انه لم يرفع الهاتف في وجهه وواصل بذلك محاولاته للاتصال به كي يطمئن عليه.
لا علاقة لمحمد أمين بالسياسة وجواز سفره يسهل عملية الاتصال
وخلال حوارنا مع والد الهالك اكد السيد الضاوي ان ابنه لا علاقة له بالسياسة ولا يمكن التفكير في ان الغاية من قتل ابنه قد تكون غاية سياسية أو يقف وراءها طرف سياسي خاصة وانه صغير وليست له اية توجهات سياسية شأنه شأن كل العائلة قائلا» نحن في انتظار نتائج التقرير الطبي».
وأضاف السيد الضاوي ان ابنه الهالك كان يحمل بحوزته جواز سفره مما سهل عملية الاتصال بشقيقه لاعلامه بالحدثة الذي بدوره أعلمنا في بداية الامر حوالي العاشرة وخمس اربعين دقيقة ان محمد امين (الهالك) تعرض الى حادث مرور اتصلنا بأحد الأجوار الذي نقلنا على سيارته ولدى وصولنا الى مسرح الجريمة لم تكن هناك اشارات تدل على ان ابنه تعرض فعلا الى حادث مرور. وحسب ما ذكره شقيق الهالك مصطفى حامدي يعمل بمدينة المنستير ان محمد أمين (الهالك) اتصل بصديقه حوالي السادسة ونصف مساء طلب منه شحن هاتفه بدينار ولما سأله صديق شقيقه ماذا تفعل في هذه اللحظة؟ اجابه الهالك انه بصدد تناول قهوة بمنطقة الأسودة برفقة صديقه وعلى متن سيارة شعبية من نوع «قولف4» رفقة احد رفاقه.
حلم محمد أمين شراء سيارة
بدورها السيدة حضرية والدة الهالك اكدت ان ابنها محمد امين لم تكن له علاقة بالسياسة انما كان دائما يحلم بشراء سيارة وكان يعمل بحقل الفلاحة من اجل تحقيق حلمه الذي لم يتحقق له نظرا لمفارقته الحياة في حادثة قتل بالرغم من صغر سنه حيث كان يستمع دائما للأغاني الشبابية التي حملها بهاتفه الجوال وكان يقول لها «سوف انتهي من الموسم الفلاحي وسأشتري سيارة». وطالبت السيدة حضرية بضرورة الكشف عن مرتكبي عملية قتل فلذة كبدتها الذي غادر منزلها مشيا على الاقدام لم يعد حيث تم نقل جثته الى مدينة صفاقس اين سيتم عرضه على الطب الشرعي لمعاينة الجثة.
قتل ثم وضع على الطريق
وحسب ما افاد به مقربون من محمد امين فان سبب تواجد جثة الهالك قد تعود الى انه تعرض الى عملية قتل وتم التخلص من جثته برميه على حافة الطريق الرابطة بين منطقة الاسودة ومدينة سيدي بوزيد اين تم العثور على جثته حوالي العاشرة ونصف من ليلة الاحد وان احد هواتفه الجوالة الى حد الساعة (ساعة زيارة الشروق الى منزل الضحية) يرن لكن دون جدوى. علما وان عائلة القتيل لم توجه اي تهمة الى اية جهة اوالى اي طرف معين خاصة وان علاقاته لا تشوبها اية خلافات لذلك يتعين عليهم انتظار تقرير الطبيب الشرعي.
وقد خلفت هذه ردود افعال متباينة في صفوف متساكني جهة سيدي بوزيد حيث اعتقد عدد من مواطني الجهة ان جريمة مقتل ابن شقيقة الهاشمي حامدي مؤسس حزب العريضة الشعبية للحرية والعدالة والتنمية قد تكون وراءه غاية سياسية وهو ما نفاه قطعا جل افراد عائلة الهالك. لتبقى مسألة الكشف عن الطرف الذي يقف وراء جريمة قتل الشاب محمد أمين حامدي محل تساؤل.