رافق شيخ شخصين (مجهولي الهوية حتى الآن) على متن سيارة نقل بضائع الى وجهة غير معلومة وبعد ايام من التفتيش عنه تم العثور على جثته ملطخة بالدماء بمجرى مياه واد بجبل الاسودة في سيدي بوزيد. وقد تم دفن الجثة اول امس فيما يتواصل البحث عن القاتل او القتلة وحسب ما توفر لدينا من معلومات مؤكدة وحسب المعاينات التي قمنا بها بمسرح الجريمة فان شيخا في منتصف عقده السابع من العمر اصيل منطقة الحوامد من معتمدية سيدي بوزيدالشرقية وله عائلة تتركب من 8 ابناء ووالدتهم غادر محل سكناه صبيحة الاربعاء الماضي بالقرب من مدينة فائض في اتجاه مدينة سيدي بوزيد . وحسب شهود عيان فان الشيخ تسلم كعادته سيارة نقل بضائع من مالكها الاصلي لينقل البضائع للزبائن المحتاجين لهذه الخدمة . وقد اوقف سيارته بالقرب من السوق المركزية للخضر والغلال بوسط مدينة سيدي بوزيد وعلى الساعة الحادية عشرة صباحا تلقى مكالمة هاتفية على الجوال فشغل سيارته واتجه صوب الناحية الثانية من الشارع الرئيسي الحسين بوزيان امام محل لبيع الزلابية والمخارق. وبوصوله التقى شخصين لم يتسن لأحد التثبت في ملامحهما فدار بينهم حديث قصير وتوجه ثلاثتهم الى محل بيع الزلابية فاقتنى احد الشخصين 1 كلغ من الزلابية والمخارق ثم استقلوا سيارة النقل وساروا في اتجاه مدينة الاسودة . طال غياب الشيخ فاحتار أفراد عائلته وزملاؤه ومرت الساعات ومر الليل دون ان يعود فاتصلت عائلته بالجهات الامنية وأبلغت عن غيابه وهي المرة الاولى التي يغيب مثل تلك المدة وانطلق البحث عنه بعدة أماكن من أطراف المعتمدية لكن دون جدوى . وفي اليوم الثاني وصلت لعائلته مكالمة هاتفية من محل تاكسيفون يشير فيها المتحدث الى ان الشيخ يوجد بجبل الاسودة وبالرغم من التفتيش عنه بالمكان الا انهم لم يتمكنوا من العثور عليه ولا على جثته . وفي صبيحة الاثنين كانت مجموعة من الفلاحين بصدد التفتيش عن الحطب وتقليع الحلفاء على بعد حوالي 6 كلم من مدينة الاسودة حيث لفتت انتباههم رائحة كريهة بمجرى واد مع تكاثر نباح الكلاب . وبتوجههم نحو المكان صدموا بوجود جثة ادمية شبه متعفنة ملقاة بقاع حفرة وهي ممدة على البطن فتم الاتصال باعوان الحرس الوطني بالاسودة ثم باعوان الحماية المدنية والجهات القضائية . وبصعوبة كبرى تمكن اعوان الحماية المدنية من اخراج الجثة . وقد تحولنا الى مسرح الجريمة فلاحظنا تلطخ بدن الهالك بالدماء مع وجود طعنة كبيرة على مستوى رقبته من الخلف ووجود اثار جر تدل على ان الشيخ حاول مقاومة جلاديه دون جدوى . واضح ان الجاني او الجناة اثناء طعنه وخروج الدماء بغزارة قد تلطخت أياديهم بالدماء فاضطروا الى غسلها بواسطة قارورة من المياه المعدنية مما جعل القارورة تتلطخ كليا ثم رموا بها في الشجر الشوكي المتواجد بكثرة بالمكان ثم غادروا المكان بعد ان تيقنوا ان الشيخ قد غادر الحياة مستعملين السيارة التي كان يسوقها . تم الاحتفاظ بالقارورة الملطخة بالدماء كما تم الاذن بنقل الجثة للطبيب الشرعي قبل الاذن بدفنها في ساعة متأخرة من مساء اول امس. وللاشارة فقد تم العثور على السيارة على مشارف مدينة سيدي بوزيد بمفاتيحها فجر يوم الاثنين وقد تم الاحتفاظ بها بالمستودع البلدي لرفع البصمات منها حتى تساهم في الكشف عن هوية الجاني او الجناة . والان وبعد العثور على السيارة فان دواعي القتل من اجل السرقة قد انتفت ويبقى السؤال مطروحا هل جنت «خضرة عيني» الهالك عليه وقتل من اجل اخراج كنز باستعمال دمائه؟ هذا وقد باشر المحققون أعمالهم التحقيقية في الموضوع .