نظمت مؤخرا جمعية الوفاء لمقاومي وشهداء الحركة الوطنية تظاهرة ببئر الحفي بحضور عدد من المناضلين والمقاومين من الولايات المجاورة الى جانب افراد من عائلات شهداء الحركة الوطنية تحت اشراف رئيس جمعية الوفاء الشروق كانت حاضرة فكان النقل التالي
حيث افادنا السيد محمد السكري ان الجمعية التي يشرف عليها تتجول بين مختلف جهات البلاد اعترافا منها بجميل من ضحوا لأجل عزة الوطن واستقلاله والوقوف على مشاغلهم ونقلها لأصحاب القرار، وقد لاحظنا بان هذه الفئة من المجتمع لم تلق الحظوة اللازمة والعناية المنتظرة وظلت مهمشة منذ الاستقلال الى اليوم الى درجة ان في عهود خلت تم اعتبارهم فلاقة» لتحقيرهم وتجاهلهم .وقد حان الوقت لإنصاف مناضلينا ومقاومينا بعد الثورة ورد الاعتبار لهم لأنهم ساهموا بقسط كبير في ما ننعم به نحن اليوم من حرية . وأضاف انه في لقاءاته مع المسؤولين في الدولة تم التطرق الى الوضعية الصعبة التي يعيشها الذين ضحوا لاستقلال البلاد من مناضلين ومقاومين وهناك تفهم لرد الاعتبار لهذه الفئة المحرومة والمهمشة وانه سيتم النظر في امكانية تحسين اوضاعهم وتطرق الى ان هناك نية الى تسوية للوضعية العقارية للأراضي الفلاحية التي وقع تقسيمها على ثلة من المقاومين على غرار ما حصل بالمكناسي حيث تتصرف مجموعة من المقاومين في مقاسم فلاحية لأكثر من 37 سنة دون حصولهم على شهائد ملكية لهذه الاراضي المسندة منذ 1973 وتقدر ب 6700هك .
فرصة لتلاقي المقاومين
استهل التظاهرة احد المشاركين من ذوي الاختصاص بذكر اهم مراحل الحركة الوطنية عبر التاريخ وقد نوه بتضحيات المناضلين والمقاومين لطرد المستعمر الفرنسي ثم دار بعد ذلك نقاش بين مختلف الحاضرين والقادمين من الولايات المجاورة وكلهم نادوا برد الاعتبار لهم وطالبوا بتحسين احوالهم .ومن بين الحضور التقت « الشروق » بالسيد منجي الفرجاني ابن مقاوم من ابناء القيروان وتحديدا من الشبيكة جاء مرافقا لوالده للمشاركة في هذه التظاهرة فتم اللقاء مع اخوانه في الوطن من المقاومين ومن ابناء الشهداء وكلهم فخر واعتزاز لأنهم قدموا خدمات جليلة لهذه البلاد لأجل عزتها ومناعتها. وتحدث لنا باسم والده الذي تم ادراجه ضمن قائمة المقاومين منذ 1983 والذي يطالب اليوم برد الاعتبار له ولأمثاله الذين ضحوا بالغالي والنفيس فداء للوطن . الذي لم يلمسه من الحكومات المتعاقبة بعد الثورة الى درجة وكأنه يطلب منة . ويضيف بان والده لما ناضل وقاوم المحتل كان هدفه طرد المستعمر وتحرير البلاد والعباد من الغزاة ولم يكن يترقب جزاء ولا شكورا من احد لان الوطن عزيز عليه والى الان مستعد الى الموت من اجله . اما اليوم وبعد سنوات من الاستقلال عانى فيها من الفقر والحرمان والخصاصة كان يأمل ان تتغير النظرة للمقاومين لكن للآسف لم يلق الاهتمام الذي يليق بتضحياته وتجاهلته وأمثاله الدولة الى درجة الاحتقار وإلا بماذا يفسر حصولهم الى اليوم على بطاقات تحمل شعار التجمع الدستوري المنحل طالب عدد من الحضور بإلحاقهم بوزارة الدفاع او انشاء كتابة دولة خاصة بالمناضلين والمقاومين حتى لا يبقوا مهمشين مثلما هو الوضع الان. انهم لا يطلبون منة من احد ولا صدقة بقدر ما يهمهم رد الاعتبار لهم ويكفيهم من النسيان لأكثر من خمسين سنة .