سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الاتحاد وفيّ لرواده ورموزه ورموز الوطن الشغالون يحيون الذكرى 81 لوفاة المناضل والرائد النقابي محمد علي الحامي:
الأخ عبد السلام جراد: لن نتخلّى عن ثوابت الحركة النقابية التونسية ومعتزّون بروادنا ومناضلينا الأفذاذ
ككل سنة، أحيا الشغالون يوم السبت 23 ماي 2009 الذكرى 81 لوفاة المناضل النقابي والاجتماعي محمد علي الحامي باعث البذرة النقابية الأولى. الذكرى انطلقت من ابس حيث نظم الاتحاد الجهوي للشغل ندوة حول الأزمة الاقتصادية العالمية حاضر خلالها الأستاذ حسين الديماسي وحضرها عدد من أعضاء المكتب التنفيذي الوطني وجموع من الاطارات النقابية في الجهة كما كانت التظاهرة مناسبة دشّن خلالها الأخ عبد السلام جراد الأمين العام للإتحاد مكتبة محمد علي الحامي النقابية. ومن ابس تحوّل الأخ الأمين العام الذي حُظي بحفاوة الاستقبال في ابس وكذلك الحامة إلى الحامة حيث تقدّم مسيرة انطلقت من مقر الاتحاد المحلي للشغل بالحامة في اتجاه النصب التذكاري لمحمد علي ا لحامي حيث وضع الأخ الأمين العام باقة زهور وتلا رفقة الحاضرين فاتحة الكتاب ترحّما على روحه الطاهرة وكذا الشأن بالنسبة لنصب الحداد والدغباجي. المسيرة رفعت شعارات تمسكت بالاتحاد واحدا موحدا حرّا ومناضلا وشارك فيها عدد من أعضاء الهيئة الإدارية الوطنية والاطارات النقابية الجهوية والمحلية. وفي مقر الاتحاد المحلي ووسط الهتاف الحار ألقى الأخ الأمين العام كلمة في الحاضرين بعد ان رحّب الأخ امجيد السلامي الكاتب العام للإتحاد الجهوي للشغل بابس بالأخ الأمين العام وبالحاضرين كافة وأثنى على الدعم الذي تلقاه الجهة من لدن الأخ الأمين العام وحرصه على دعم نشاط الجهة والوقوف إلى جانبها من أجل الإحاطة بمشاغل العمّال بالفكر والساعد في ابس المناضلة. الأخ امجيد السلامي أكّد أنّ المشككين في مسيرة الرواد وفي عملهم النقابي الحر والديمقراطي يجانبون الحقيقة وكلامهم مردود عليهم لأنّ الرواد تركوا بصماتهم في العمل النقابي كما تركوا لنا المبادئ والقيم النبيلة التي ينير على هديها اليوم كما أكد الرفض القطعي لكل تشويه مس رائدا ورمزا من رموز الاتحاد. الأخ السلامي ذكّر بمواقف الاتحاد الثابتة من القضايا الوطنية والقومية وبروح التضامن القائمة بين النقابيين كافة أينما وجدوا. أمّا الكاتب العام للإتحاد المحلي للشغل بالحامة الأخ بن سالم فقد رحّب بالحضور وبالأخ الأمين العام على أرض الحامة أرض الوفاء ومنبت ومنشأ العديد من الرواد والمصلحين والمناضلين والشهداء الذين طالما تكرّرت أسماؤهم ومجدّت أعمالهم في هذه المناسبة وغيرها من المناسبات ولعلّ «محمد علي الحامي» المحتفل بذكرى وفاته الحادية والثمانين للمرّة التاسعة على التوالي هو أبرزهم بل من الأوائل الذين خاضوا نضالا مريرا وقاسيا ضدّ المستعمر والمستغلّ ضدّ الفقر والتخلّف ضدّ التحجّر والانغلاق بل وحتّى ضدّ البعض من أشباه المثقفين والسياسوييون حيّا وميّتا. وبقدر ما يعطي الاتحاد العام التونسي للشغل لروّاده ومؤسسيه القيمة التي يستحقونها بقدر ما يؤسس لأرضية صلبة لها جذورها الموغلة في التاريخ وما «محمد علي» وغيره من الرواد والزعماء من أمثال «بلقاسم القناوي» وتجربتيهما النقابية الاّ قاعدة رئيسية لتلك الأسس التي ينبني عليها صرح منظمتنا العتيدة وما تلك الصورة الكبرى التي تصدرت قاعة اجتماعات المؤتمر التأسيسي للاتحاد العام التونسي للشغل في 20 جانفي 1946 الاّ دليل آخر على أنّ منظمتنا ورثت شرعيّا جامعة عموم العملة وأكدت أنّ «محمد علي» هو الرجل الأول الذي أسّس العمل النقابي في تونس ويحق لنا نحن النقابيون أن نفتخر ونعتمد بصفة رسمية صور كل من «محمد علي» و»حشاد» و»التليلي» و»عاشور» مرتبة حسب تسلسلها الزمني رموزا ومناضلين مهّدوا وبذروا وزرعوا فحصدنا وأكلنا ولسنا في حاجة إلى من يعلّمنا كيف نؤرخ لمنظمتنا أو من يعطينا دروسا في مدى شرعية أو نضالية هذا وذاك ولو كان من علماء الاجتماع. إنّ العمل النقابي عند «محمد علي» عمل وطني اجتماعي وسياسي بالأساس قبل أن يكون منحصرا في الصراع بين عامل ورب عمل بين أجير ومستأجر لذلك راهن «محمد علي» على الانسان ليتحرّر حتّى يحرّر أرضه ويحفظ عرضه وكرامته فتوجّه إلى العمال، الفئة الأضعف في المجتمع كما فعل رفيقه وابن بلدته «الطاهر الحداد» حين راهن على تحرّر المرأة الجزء المغيّب عن الفعل الاجتماعي والوطني وقتها فلا تحرير للأوطان دون تحرير للإنسان ولا حديث عن الاستقلال دون تحرّر لإرادة فئات المجتمع المهمشة فيه حتّى في ظلّ النقابات الفرنسية المعروفة بالكنفدرالية العامة للعمّال CGT التي اختار «محمد علي» الاستقلال عنها وتجاوزها باعتبارها مكوّنا من مكوّنات النسيج الاستعماري ونقابة تميّز بين العامل الفرنسي والآخر التونسي رغم الشعارات التي ترفعها والخلفيات الفكرية التي تنتمي إليها. نحتفل اليوم بذكرى وفاة المناضل الوطني والزعيم النقابي «محمد علي» للمرّة التاسعة على التوالي وكلّنا وفاء للرواد وللزعماء النقابيين وكلّنا عزم على مواصلة هذا النهج اعترافا بالجميل لمن ضحّوا بأرواحهم ودمائهم في سبيل عزّة الوطن ونصرة الحقّ وتحرير الانسان ويجدر القول هنا أنّ الاتحاد وبتكليف من الأخ الأمين العام مشكورا قمنا بالعناية وبصيانة النصب التذكارية الثلاثة التي زرناها اليوم وهذا يحسب للاتحاد ونودّ بهذه المناسبة ان نضيف لتمثال «محمد علي» حجرة رخامية تكتب عليها سيرته الذاتية ومسيرته النضالية والتي كان من المقرّر ان توجد منذ اليوم الأوّل لإقامة ذلك التمثال ذلك أنّ الزائر لا يكاد يعرف عن الرجل شيئا سوى تاريخ ميلاده ووفاته، اضافة الى ذلك نلفت عناية اخوتكم في المكتب الوطني الى ضرورة إعطاء ذكرى انبعاث جامعة عموم العملة التونسية في 3 ديسمبر العناية والأهمية التي تستحقها بجعلها مناسبة وطنية يحتفل بها النقابيون في كل الجهات. كما أجدّد طلبا طالما حلمنا به وهو بعث مكتبة باسم «محمد علي» تحوي جميع المؤلفات والدراسات والندوات وتكون مرجعا للنقابيين والدارسين المهتمين بالشأن النقابي وللأجيال القادمة. لا يسعني بهذه المناسبة باسمي الخاص وباسم الاخوة في المكتب التنفيذي المحلي ونيابة عن نقابيي الجهة وكلّ أهالي الحامة أن أتقدّم بجزيل الشكر الى الاخوة في المكتب التنفيذي الوطني وعلى رأسهم الأخ الأمين العام «عبد السلام جراد» لما لمسناه لديهم من تجاوب وتعاون من أجل انجاح هذه التظاهرة وغيرها من التظاهرات السابقة طالبين مزيدا من الدعم من أجل التطوير والتحسين. كما لا أنسى أن أثني على الدور الفعّال الذي يلعبه الاتحاد الجهوي للشغل بابس أثناء الاعداد والانجاز لهذه التظاهرة مثمّنا دور الأخ الكاتب العام «السلامي مجيّد»، كما لا يفوتني أن أحيّي بحرارة الأخ «اسماعيل حيدر» الكاتب العام السابق للاتحاد الجهوي لما قام به من مبادرات ومجهودات، جعل من هذه التظاهرة تظاهرة تليق بالمقام وبالرجل الذي نحتفي به وبالاتحاد كمنظمة وطنية عريقة. تحياتي وتقديري كذلك لكل الاخوة النقابيين بالجهة نظرا لمساهماتهم الفعّالة ووقوفهم المعنوي والمادي معنا من أجل إنجاح هذه التظاهرة العزيزة على قلوبنا. الشكر كذلك أتوجّه به إلى السلطات المحليّة لما وجدناه لدى المسؤولين من تفهّم وتعاون. احياء الذكرى 81 لوفاة محمد علي الحامي تمّ خلالها تكريم أحد النقابيين الذين التحقوا بالرفيق الأعلى المرحوم سالم بن محمود الحامي عضو نقابة ديوان تربية الماشية كما تمّ تكريم الأخ اسماعيل حيدر الكاتب العام السابق للإتحاد الجهوي للشغل بابس كما شهدت هذه الذكرى تنظيم سباق في العدو الريفي شارك فيه عدد من تلاميذ بعض الاعداديات والمدارس الابتدائية وقد تولّى الأخ الأمين العام وبعض من أعضاء المكتب التنفيذي توزيع جوائز على الفائزين والفائزات في هذا السباق الذي انتظم يوم 22 ماي 2009 إلى جانب استعراض شعبي في أهم شوارع مدينة الحامة الأرض المعطاء. موعد مع التاريخ الأمين العام للإتحاد الأخ عبد السلام جراد الذي وضعت مختلف فعاليات الذكرى تحت اشرافه أعرب في كلمته عن اعتزازه لوجوده في الحامة أرض الصناديد والأفذاذ، الأرض التي أنجبت محمد علي الحامي والطاهر الحداد والدغباجي وغيرهم من الرواد والرموز في العمل النقابي والاجتماعي والسياسي. كما تقدّم بالتحية والتقدير إلى أهالي ابس والحامة مؤكدا انّه موعد مع التاريخ في هذه الذكرى العزيزة على كل النقابيين والتونسيين. الأخ الأمين العام وبعد ان شكر الاتحاد الجهوي للشغل بابس وهنأ مكتبه التنفيذي الجديد، وبعد شكر الاتحاد المحلي بالحامة كذلك على حسن التنظيم والعمل على انجاح هذه التظاهرة أكّد التزام النقابيين بالنهج والمضمون والثوابت التي ناضل من أجلها محمد علي الحامي رائد الحركة النقابية ومؤسسها داعيا إلى ضرورة استخلاص العبرة من احياء مثل هذه الذكريات التي تمثّل دروسا ودستورا يسير على هداه النقابيون على مرّ الأجيال وعلى مدى تاريخ الحركة النقابية. الأخ عبد السلام جراد أكّد أنّ الاتحاد سيعطي لكل ذي صاحب حق حقه لن يتخلّى عن تكريم الرواد وتذكّرهم من خلال احياء ذكراهم لأنّهم رحلوا لكنّهم تركوا ارثا غنيا وثريا بالعطاء لفائدة العمال والبلاد على حد السواء. كما أكّد أنّه لا أحد قادر على التجنّي على التاريخ مشدّدا على الاتحاد اتحاد الجميع بعيدا عن الاقصاء والتهميش كما أكّد أنّ الاتحاد مبني على الحرية والعدالة الاجتماعية وعلى العلاقات البشرية الصادقة والطيبة مبرزا أنّ العمل النقابي تضحية في سبيل الغير. الأخ الأمين العام وبعد ان عدّد مناقب مؤسس الحركة النقابية التونسية وزارع بذرتها الأولى أكّد أنّ الاتحاد مع الديمقراطية التي تخلق التعايش بين مكوّنات المنظمة الشغيلة مبيّنا أنّ الاتحاد فضاء رحب لكل الشغالين والنقابيين بالفكر والساعد والتنافس النزيه في المؤتمرات التي تجرى اليوم في كنف الشفافية والوضوح والديمقراطية معربا عن الإرتياح للإقبال المتزايد للراغبين في الترشح لتحمّل المسؤولية النقابية وبالتالي التطوع لخدمة العمّال والبلاد. الأخ الأمين العام أبرز في كلمته أهمية دور النقابة الأساسية معتبرا أنّها مفتاح نجاح الاتحاد في القيام برسالته النبيلة تجاه الشغالين والوطن عموما داعيا بالمناسبة إلى تكثيف الاجتماعات العمّالية العامة للإقتراب أكثر من هموم ومشاغل العمّال في مواقع العمل وتبليغهم المعلومة دون خوف. الأخ الأمين العام للإتحاد تحدّث في كلمته عن أهم الملفات المطروحة التي تحظى بمتابعة ودراسة من قبل الإتحاد كملف التشغيل والمناولة ومراجعة أنظمة الضمان الاجتماعي والجباية مذكّرا بمواقف الاتحاد من التنمية الجهوية وما يجب أن يتوفّر لكل الجهات كما ذكر بموقف الاتحاد من احداث الحوض المنجمي وضرورة معالجة جذور هذه الأحداث بتوفير الشغل لطالبيه. كما تطرّق الأخ الأمين العام إلى المفاوضات الاجتماعية في دورتها السابعة داعيا إلى تسريعها في القطاع العام حتى يتمكّن أعوان وعمّال المنشآت العمومية من زيادات في أجورهم على غرار باقي القطاعات في الوظيفة العمومية والقطاع الخاص. القضية القومية كانت حاضرة في خطاب الأخ عبد السلام جراد الذي تفاعل وتجاوب معه الحاضرون أكثر من مرّة بالهتاف والتصفيق ورفع الشعارات النقابية وقد جدّد موقف الاتحاد في دعم القضية الفلسطينية والمقاومة في لبنان والعراق وإلى ضرورة التصدّي محاولات الاستحواذ على خيرات الشعوب لأسباب واهية وتحت غطاء مقاومة التطرّف وغيره... وقد تمنّى الأخ الأمين العام النجاح والتوفيق للنقابيين في الجهة في مهامهم النبيلة وهي خدمة العمال بالفكر والساعد وخدمة الوطن ووضع مصلحته فوق كل الاعتبارات.