لقيت حكومة علي العريض انتقادات مختلفة في صفوف النقابيين بين من اعتبرها حكومة الترويكاالثانية التي توحي بالفشل وبين من رآها فرصة للتدارك وإنقاذ البلاد من الهاوية إذا اتخذت مسارا محايدا . بين متفائل ومتشائم من تركيبة الحكومة الجديدة التي حافظت على أغلب الوجوه الوزارية لحكومة حمادي الجبالي كانت مواقف النقابيين الذين تحاورت معهم «الشروق» لمعرفة انطباعاتهم وانتظاراتهم من هذه الحكومة حيث صرّح نور الدين الشمنقي الكاتب العام للنقابة العامة لمتفقدي التعليم الأساسي أنه وان كان من حيث المبدأ لا يمكن الحكم على النوايا باعتبار أن هذه الحكومة الجديدة لم تباشر أعمالها إلا أن مؤشرات عدة تؤكد أنها آيلة الى الفشل والسبب في ذلك أنها لم تحظ بتوافق سياسي عام سواء داخل الحكم أو خارجه وهو ما يعتبر اخفاقا في حدّ ذاته على حدّ تعبيره مضيفا أن رئيس الحكومة أثبت فشلا ذريعا في إدارة الأمن العام ولعل أبرز عناوين فشله هو عدم تمكنه من حماية السياسيين ومن بينهم الشهيد شكري بلعيد وقال نور الدين الشمنقي من فشل في توفير الأمن للتونسيين لن ينجح في تسيير البلاد ومن مثل جزءا من مشاكل البلاد لا يمكن أن يكون أداة للحل مضيفا أن حكومة علي العريض هي حكومة الترويكا الثانية التي أعادت تشكيل نفسها مع المحافظة على وزراء كانوا عنوانا للفشل في الحكومة السابق.
رسائل طمأنة
وقال : «إن قدر لهذه الحكومة أن تنجح عليها أن ترسل إلى الشعب التونسي رسائل واضحة وغير مشفرة بأنها ستعمل وفق توافقات وطنية واسعة داعيا إيّاها الى أن تصغي لإيقاع الشارع التونسي في تحقيق الأمن النفسي والاجتماعي والاقتصادي وأن تدفع لإعادة عقد المبادرة الوطنية التي دعا إليها الاتحادد العام التونسي للشغل باعتباره المؤهل الوحيد لتوفير هذا الفضاء لأن لا طموح له في الحكم.
وأوضح الكاتب العام للنقابة العامة لمتفقدي التعليم الأساسي أنه على حكومة العريض التسريع في معالجة المشاكل الكبرى مثل الاقتصاد التونسي الذي بات مهددا والتصدي لكل الأشكال الموازية للدولة والكشف بكل حيادية عن الجهة المتورطة في إغتيال شكري بلعيد قائلا : « لدينا الثقة في وزير الداخلية وعليه إنارة الرأي العام الذي لن يتنازل عن هذا المطلب».
من جانبه أكد سالم العياري المنسق العام لاتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل أن أغلب الوزراء السياسيين الذين كانوا طاغين في الحكومة السابقة حافظوا على مواقعهم وهو ما ينبئ بفشلها خاصة في ظل غياب برنامج واضح لمعالجة مشاكل البلاد المتمثلة أساسا في الأمن والتشغيل والفقر وقال إن بعض العناصر صلب هذه الحكومة كان من المفروض أن تستقيل بعد اغتيال شكري بلعيد إلا أنها حافظت على مواقعها.
وقال سالم العياري ان هذه الحكومة التي أصبحت أمرا واقعا أن تلتزم الشفافية وأن تعمل على خلق تنمية حقيقية في الجهات وتطبق القانون في التصدي لظاهرة العنف وأن تتحاور مع المجتمع المدني وإلا فإن نهايتها الفشل.
شروط النجاح
أما ألفة العياري رئيسة إقليمتونس للنقابة الأساسية للسجون والاصلاح فقد أوضحت أن هذه الحكومة لا بد أن تتعظ من أخطاء الحكومة السابقة وتعمل علىإصلاحها وخلق ما من شأنه أن يبعث الطمأنينة والثقة في نفوس المواطنين الذين ملّوا الانتظار ودعت علي العريض إلى ضرورة فتح جسر تواصل للحوار الاجتماعي وأن يضع يده على أماكن الدّاء وان يكون عمل الحكومة جماعيا بالتشاور مع كافة الأطياف السياسية لأخذ قرارات تشاركية تخدم المصلحة العليا للبلاد.
وقالت ألفة العياري إن منصب رئيس الحكومة يعد فرصة لعلي العريض لتغيير سياسته ومن شروط نجاح حكومته أن يكون الوزراء بمثابة العائلة السياسية لا الحزبية وأن يضعوا مصلحة تونس وفق كل اعتبار وأن يكون جميعهم في مستوى المهمة الموكولة إليهم لأن الانتماء الحزبي هو الذي جنى على حكومة حمادي الجبالي وأربكها وبالتالي فإن شرط نجاح حكومة العريض هو الابتعاد عن المحاصصة الحزبية.
الموقف ذاته سجله جمال الهاني كاتب عام النقابة العامة للقيمين والقيمين العامين مؤكدا أن مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل هي الحل وبدونها فإنه لا مجال لنجاح هذه الحكومة التي تبين بالكاشف ان الدستور الذي تنصبت لصياغته من آخر اهتماماتها.