التأم مؤخرا اجتماع المبادرة الجهوية للحوار ونبذ العنف بمقر ولاية المهدية جمع مختلف الأحزاب السياسية ومكونات المجتمع المدني في غياب تام لوسائل الإعلام. وفي تقييم للوضع الأمني بالجهة رصد المتدخلون استشراء ظاهرة العنف السياسي والتي وصلت إلى مستويات خطيرة مقابل غياب الإرادة السياسية لمواجهتها والتصدي لها واتخاذ إجراءات استباقية تمنع وقوعها، بالإضافة إلى تفشي ظاهرة السرقة من قبل عصابات منظمة، والاحتجاجات داخل المؤسسات الاقتصادية والشوارع، منادين بضرورة التوحد في جبهة واحدة ضد العنف والحفاظ على السلم الاجتماعية.
واعتبر فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بالمهدية أن ظاهرة العنف مخطط لها، وتمثل غطاء لديكتاتورية صاعدة، وطالب بالكشف عن المورطين في العنف السياسي بالجهة تخطيطا وتنفيذا مشددا على أن تحييد المساجد وتجريم التكفير، وحلّ رابطات الثورة من الإجراءات الفورية التي يجب أن تتخذها الحكومة الجديدة. ومن جهة أخرى طالب ممثلو حزب المسار الديمقراطي بخطة واضحة من المؤسسة الأمنية لتأمين جميع التظاهرات بالجهة في كنف القانون، أما أعضاء المكتب الجهوي
لحركة النهضة فقد بادروا بطرح ميثاق المهدية لنبذ العنف والحفاظ على السلم الاجتماعية، كما توجهوا باللوم لبعض خصومهم السياسيين ممن تعمدوا النظر بعين واحدة للعنف من خلال عدم إدانتهم للاعتداءات الأخيرة التي تعرضت لها مقراتهم بالحرق والنهب والموثقة بالصورة للمعتدين وانتماءاتهم، إضافة إلى الاعتداء الدامي الذي تعرض إليه أحد السلفيين عند زيارة الداعية وجدي غنيم للمهدية طعنا بالسكين، والتغاضي عن التوظيف السياسي للمؤسسات التعليمية.
وفي ردّه على استفسارات المتدخلين وعد والي الجهة بتكثيف الدوريات الأمنية بكامل تراب الولاية، وبعث رسائل طمأنة للمواطن، والمستثمر، والسائح، والتصدي لكل التحركات التي يُراد بها إفساد الاجتماعات السياسية والثقافية والشبابية، مناديا بمجتمع سياسي قوي قادر على إدارة الخلاف والحوار، وإيجاد الحلول مع الخصوم السياسيين، ومساندة المبادرة الجهوية للحوار ونبذ العنف ودعم الجميع للمؤسسة الأمنية والأمن الجمهوري.
وقد اختُتم الحوار بالاتفاق على لجنة صياغة «ميثاق المهدية لنبذ العنف والحفاظ على السلم الاجتماعية» التي ستتكون من تسعة أعضاء تعرض مسودة مشروع الميثاق يوم الخميس 14 مارس الجاري للمناقشة النهائية، كما تم الاتفاق على بعث مرصد جهوي لمقاومة العنف على أن يقع تحديد أعضائه لاحقا.