عبرت النقابة الأساسية لأعوان الصحة العمومية وجمعية النهوض بالقطاع الصحي وودادية أعوان الصحة العمومية والجمعية التونسية للممرضين والنقابة الأساسية لعمال المستشفى بقابس في بيان مشترك عن استغرابها لما تضمنه بيان وزارة الصحة العمومية . وكان هذا البيان ورد بتاريخ 23 فيفري 2013 إثر وفاة ممرضتين بالمستشفى الجهوي بقابس نتيجة لإصابتهما بفيروس أنفلونزا الخنازير وأمام ما يرونه من تقصير الوزارة في اتخاذ التدابير الوقائية ضد هذا الوباء إلى جانب ما يشكوه الوضع الصحي بالجهة من مشاكل نتيجة تواضع حظ الجهة في تحسين هذا القطاع فقد أثار حفيظة أعوان الصحة العمومية بتنفيذ إضراب قطاعي كامل يوم 25 فيفري 2013 .وتعقيبا عما جاء بهذا البيان أصدرت مؤخرا الهياكل النقابية والجمعياتية بيانا أبدت من خلاله اندهاشها من مضمونه وقد تحصلت «الشروق» على نسخة منه نورده كالتالي:» فبخصوص التعزية التي تضمنها بيان الوزارة فقد أفادنا زوج الزميلة المرحومة سرور رطل عكس ما جاء بالبيان أي أنه لم يتلق برقية تعزية من وزارة الصحة وكذلك الأمر لإدارة المستشفى الجهوي بقابس والإدارة الجهوية للصحة وعدم حضور أي ممثل عن الوزارة في الجنازة.وحسب البيان نفسه لا تعد هذه الوفيات كارثية بالمقارنة مع الوضعية العامة بالبلاد فإن وفاة زميلتين بالمستشفى الجهوي بقابس وهما حوامل في الشهر السادس تعد بالنسبة لأعوان الصحة كارثية ونرجو من الوزارة مدنا بالرقم الذي يقنعها لكي يرتقي هذا الرقم إلى الكارثة. وحول تحليل عينات الدم التي أخذت من المتوفين الثلاثة فقد أفادتنا الدكتورة هدى غربال رئيسة قسم الأمراض السارية بأن التحليل أخذ من حالتين فقط وكان عن طريق الأنف(naso_pharyngé) وليست بعينات دم كما ورد في البيان.وحول سبب الوفاة المحتمل بفيروس أنفلونزا الخنازير والذي يهم حالة واحدة بينما كانت نتيجة التحليل سلبية في الحالتين الأخريين فقد أفادت الدكتورة هدى غربال أنها أخذت نتيجة التحاليل هاتفيا من المدير الجهوي للصحة بقابس الذي أخبرها بأن النتيجة كانت إيجابية في الحالتين كما أكد السيد المنذر البجاوي الطبيب بإدارة الرعاية الصحية الأساسية بالوزارة المكلف بالأمراض المعدية أثناء مداخلته على أمواج إذاعة «أوازيس أف أم» قابس بتاريخ 22 فيفري 2013 أن الوزارة سجلت تسع وفيات على المستوى الوطني بفيروس (H1N1) منهم ثلاث حالات بقابس أي بما يمثل ثلث الوفيات .و ردا حول بعث خلية أزمة جهوية لمتابعة الوضع الوبائي وذلك بالتنسيق مع الخلية المركزية لمجابهة الطوارئ مع حث العاملين بالقطاع على القيام بالتلاقيح فلا علم لنا بها وقد تم إحداث خلية تصرف في الأزمات والمخاطر خاصة بالمستشفى بين إدارة المؤسسة والنقابات والجمعيات الناشطة بالمستشفى بتاريخ 21 فيفري كما أن حصة التثقيف الصحي تم إلغاؤها.وحول القيام بحملة تحسيسية عن طريق إلصاق المعلقات بالمستشفى فقد بدأ إلصاق المعلقات بالمستشفى يوم 23 فيفري فيما لم تجر الحصة التثقيفية الصحية رغم الإعلان عنها في نفس اليوم. وحول أخذ إجراءات وقائية وتوفير الكمامات والقفازات والمواد المطهرة والحث على استعمالها فإن هذه المواد وفرها المستشفى على حساب ميزانيته الخاصة كما أن المستشفى تلقى كمامات منتهية الصلاحية. «هذا وأفادنا السيد ذاكر عبد الناجي الكاتب العام للنقابة الأساسية لأعوان الصحة العمومية بقابس بأن مضمون البيان كان مخيبا لآمال الإطارات الصحية بولاية قابس وأضاف قائلا إن الهياكل النقابية ومكونات المجتمع المدني ذات الصبغة الصحية وضعت مطلبين أساسين بغية تحقيقهما لدى الوزارة وهما بعث لجنة مشتركة بين الأطراف الإدارية والجمعياتية ذات الصبغة الصحية والنقابية للتحقيق في أسباب وفاة الزميلتين وتحميل المسؤولية للمخل المباشر أو غير المباشر إلى جانب معاينة الواقع الصحي بالجهة من حيث الإشكاليات المسجلة حول النقص في الموارد البشرية والتجهيزات ووضعية بعض الفضاءات الإستشفائية والصحية كما أكد أيضا انه تم إرسال نسخة منها إلى وزارة الصحة العمومية بتاريخ 5 مارس الجاري وإمهالها وهي المرة الثانية والأخيرة إلى غاية يوم 10 مارس الجاري للاستجابة لتحقيق هذا المطمح وأشار محدثنا إلى أنه في صورة عدم الحصول على رد إيجابي فإن كل أساليب التصعيد واردة سنستخدمها من أجل تحقيق الارتقاء بمنظومة القطاع الصحي بولاية قابس نحو الأفضل.