لقيت الطفلة روعة بنت رشيد بن جود البالغة من العمر خمس سنوات ونصف مصرعها بمدينة الزهراء ظهر يوم الثلاثاء الماضي جراء انهيار جدار بالكامل في المحيط الذي تقيم به مع والدتها وإخوتها الأربعة. وأوضحت والدتها السيدة كوثر بنت رشيد شقطني ل«الشروق» أنها تعيش ظروفا مادية صعبة أجبرتها على ترك مسكنها الذي كانت تشغله على وجه الكراء بمنطقة براكة الساحل من ولاية نابل، وانتقلت إلى مدينة الزهراء للاستئناس ببعض الأقارب، حيث حطت رحالها بفضاء المسبح البلدي القديم المهجور، واحتلت مكانا بجوار بعض العائلات المتشردة القاطنة به بصفة وقتية ، وهو حل ظرفي، انتهجته السلط الجهوية لإيواء العائلات الفاقدة للسند، في انتظار إيجاد الحلول الجذرية لهم.
وأضافت أم الهالكة بأن روعة خرجت تلعب في المحيط الخارجي لمسكنهم في انتظار حلول وقت الغداء وفجأة دخلت عليها إحدى جاراتها وهي تحمل في أحضانها ابنتها روعة وأعلمتها بأن جدار احدى الغرف تهاوى وسقط عليها على إثر أشغال يقوم بها أحد أفراد عائلتها المتمثلة في فتح منفذ جديد وتركيز باب خارجي دون إتباع الطرق الفنية الضرورية إذ أن هذا الجدار بني من قبل بلدية المكان بصفة وقتية واستثنائية لحفظ الفضاء لا غير، وهو لا يشتمل على أسس و لا ثوابت.
وتحت تأثير الصدمة هرعت الأم كوثر مسرعة لإنقاذ الطفلة وحملتها إلى إحدى المصحات الخاصة بالزهراء حيث اكتشفوا أنها لفظت أنفاسها على الفور فأجبروا على نقلها إلى أحد مستشفيات العاصمة .وعلى إثر ذلك قامت السلط المحلية والجهوية و الأمنية بالإجراءات اللازمة فتم إيقاف الشاب المتسبب في هذا الحادث على ذمة التحقيق.
وصرحت كوثر بأن لا عائل لأبنائها الثلاثة الصغار إذ أن أكبرهم سنا لم يتجاوز الأربع سنوات لأن أباهم يقبع في السجن بسبب قضايا شراء وبيع معدات إعلامية مسروقة وهي بالمناسبة تناشد المصالح القضائية للنظر إلى هذه العائلة بعين الرحمة حتى تقوم بتسريح والد «روعة» ليتمكن من تربية بقية الأبناء وإعالتهم، كما توجه دعوة صريحة إلى السلط الجهوية للإسراع في توفير مسكن ظرفي لأبنائها وبرمجة ذلك ضمن قائمة الذين سينتفعون ببرنامج المساكن الشعبية وهذا ليس بعزيز على شعب تونس الكرامة.