عندما كنّا نقول ونؤكد أن الجامعة العربية هي في الحقيقة جامعة عبرية لأنّ ما فعلته بحق سورية بداية من تعليق عضويتها مروراً بالعقوبات التي اتخذت ضدّها وانتهاء (أخيراً وليس آخراً) باتخاذ قرار تسليح الإرهابيين الذين يقاتلون جيشها الباسل ويدمّرون دولتها ويقتلون شعبها... عندما كنا نقول ونؤكد ذلك كان مثقفو الحلف الامبريالي الصهيوني الرجعي العربي وإعلاميوه من المأجورين العرب الذين باعوا أنفسهم للنفط والغاز، وما أكثرهم، ينعتوننا بأسوإ النعوت ويحاولون بكل ما أوتو من قوّة أن يبّرروا ساحة أسيادهم الخليجيين من تهمة التصهين والتأمرك مستخدمين في سبيل ذلك تزوير الحقائق وقلب المفاهيم واختلاق الأكاذيب كما هي عادتهم دائماً. اليوم وقد دعا الصديق العزيز شمعون بيريز رئيس الكيان الصهيوني، كما خاطبه الرئيس المصري محمد مرسي في رسالته الشهيرة، «الجامعة العربية» إلى إرسال قوات عربية لدعم الإرهابيين في سورية وإنجاز مهمّة تدمير الدولة الوطنية السورية وإسقاطها.
بماذا سيردّ علينا هؤلاء إذا قلنا ان المجرم بيريز ما كان ليقدم على مثل هذه الدعوة السافرة لو لم يكن متأكداً من عبرية الجامعة (نودّ التأكيد هنا على أن هذه الجامعة مخطوفة من قبل الرجعية السعودية والقطرية بشكل خاص)... وهل كان سيعلن بهذه الطريقة العلنية الوقحة ضلوعه مع الشريكين السعودي والقطري في التآمر على سورية لو لم يكن متأكداً من أنّ ما كان يحاك في الخفاء لقلعة العروبة والمقاومة قد أصبح بفضلهما سياسة عربية رسمية، وان كيانه الفاشي لم يعد مضطراً لإخفاء علاقته العضوية بهما بعد أن عمّدته تلك السياسة وإعلامها المضلل صديقاً للعرب بعد طول عداوة وداعماً للثورات العربية المزعومة...؟!! وهل كان من قبيل السهو عدم قيام الجامعة بشجب هذا التدخل الإسرائيلي السافر الذي مارسه بيريز في شؤونها على عادتها في الشجب مجرّد الشجب، أم أنها قد قبلت فعليا بالكيان الصهيوني عضواً فيها ومنحته مقعد سورية الفارغ...؟!!.
لم تكن الجامعة «العربية» في يوم من الأيام قادرة على اتخاذ قرارات حازمة. وطوال تاريخها الأسود لم تتخذ قراراً واحداً يرقى إلى مستوى التطلعات الشعبية العربية فيما يتعلق بنصرة القضيّة الفلسطينية ومواجهة العدو الامبريالي الصهيوني...
اليوم تمضي الجامعة في هذا الطريق إلى نهاياته، فتصبح خادماً مطيعاً برتبة شريك معلن للكيان الصهيوني بينما تتحوّل بقدرة قادر إلى وحش كاسر لا يترك وسيلة ممكنة إلاّ ويستخدمها من أجل تنفيذ الهدف الأمريكي الصهيوني المتمثل بالتخلّص من العقبة السورية الكأداء... هي فعلاً وأكثر من أي وقت مضى جامعة «عبرية» كما تثبت أفعالها قبل أقوالها.