في تصعيد عسكري خطير أطلق مسلحو المعارضة السورية صاروخا «كيمياويا» على مناطق آهلة في حلب مما أدى إلى مقتل وإصابة نحو المائة مواطن, الأمر الذي اعتبرته طهرانوموسكو سابقة دراماتيكية. وأفادت مصادر مطلعة في مدينة حلب بمقتل 26 شخصا وإصابة 62 آخرين بجروح أغلبها خطيرة جراء إطلاق مسلحين لصاروخ يحوي موادا كيميائية على منطقة «خان العسل» بريف حلب. «خان العسل»
وذكرت ذات المصادر نقلا عن شهود عيان أن الصاروخ الذي يحتوي على مواد كيميائية، تم إطلاقه باتجاه أماكن مدنية بخان العسل في ريف حلب وفيها نقاط عسكرية. وأشارت إلى وجود جنود في الجيش العربي السوري من بين الشهداء.
وقالت المصادر المطلعة إن الضحايا لقوا مصرعهم على الفور نتيجة تسممهم بالغازات بعد استنشاقها. وفي رده على الحادثة قال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي إن الصاروخ الكيميائي الذي قام الإرهابيون بإطلاقه على منطقة خان العسل بريف حلب أطلق من «النيرب» ودخل إلى سوريا من دولة مجاورة.
وحمّل الزعبي تركيا وقطر المسؤولية القانونية والأخلاقية والإنسانية عن هذه الجريمة مشيرا إلى أن هذه الجريمة هي أول مفاعيل قرار مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري.
وتابع بأن قيام إرهابيين بإطلاق صاروخ يحتوي مواد كيميائية من قبل المعارضة المسلحة «جريمة مروعة»، مؤكدا أن المادة الموجودة فيه تؤدي إلى الإغماء ثم الاختلاج ثم الوفاة.
وأورد أن هذا السلاح قادم من خارج سوريا من إحدى الدول المجاورة، معتبرا أن استخدام هذا النوع من السلاح الفتاك ممنوع وفق كل الأعراف والمواثيق الدولية. ولفت إلى أن الحكومة السورية ستتوجه إلى المنظمات الدولية والإقليمية للادعاء والشكوى على الدول التي سلحت المعارضة بأسلحة محرمة دوليا. موسكو تتوعد
وفي موسكو, أكدت الخارجية الروسية أن استخدام المعارضة السورية للسلاح الكيميائي سابقة خطيرة للغاية وهي تدفع المواجهة المسلحة في سوريا إلى «مستوى جديد ». وقالت الوزارة في بيان أصدرته أمس إن هذا الحادث «يمثل تطورا مقلقا وخطيرا للغاية في سياق الأزمة السورية»، معربة عن قلق موسكو البالغ إزاء «وقوع أسلحة الدمار الشامل في أيدي المسلحين، «الأمر الذي يتسبب في المزيد من تفاقم الأوضاع ويدفع المواجهة في البلد إلى مستوى جديد ».
من جهتها, اكد مصدر في وزارة الخارجية الايرانية لقناة «الميادين» ان استخدام المعارضة السورية للسلاح الكيميائي تصعيد خطير ومبرر للتدخل الاجنبي فيها. في الطرف المقابل, رأت الخارجية البريطانية أمس أن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا يستدعي «ردا جديا» من المجتمع الدولي.