استهدفت عديد المحلات السكنية الكائنة بعدة احياء متفرقة بمدينة سوسة إلى عمليات سرقة ونهب من قبل مجهولين مما اقض مضاجع متساكنيها الذين لم يجدوا من حل سوى رفع الأمر إلى رجال الأمن بالجهة لمساعدتهم على الكشف عن هذه العصابة الشريرة باعتبار حجم المسروق الذي فاقت قيمته مئات الملايين. وبما آن المنازل المسروقة كانت جلها موجودة بحيي سهلول والرياض غرب مدينة سوسة وبما أن هذا الأخير يتبع امنيا منطقة امن سوسة الجنوبية فقد أولى أعوان هذه المنطقة الموضوع ما يستحقه من عناية واهتمام.
ولم يهدأ لهم بال تحت إشراف رئيس إدارتهم إلا بعد إماطة اللثام عن هذه العصابة والتعرف على هوية كل عناصرها وعددهم خمسة شبان متقاربي العمر تقودهم فتاة من مواليد 1984 تبين أنها من ذوي السوابق العدلية في السرقة والنهب وأنها كانت تعمل عون استقبال بمطار دبي بالإمارات العربية المتحدة ثم دخلت عالم الدعارة والمخدرات مستغلة بذلك جمالها الخلاب إلى أن تم طردها من هذا البلد وعادت إلى ارض الوطن لتكون عصابة مختصة في سرقة المنازل وكان بحوزتها جواز سفر فرنسي المصدر تستظهر به كلما دعت الحاجة لذلك حتى توهم سائلها بأنها فرنسية الجنسية وأنها دوما في عجلة من أمرها.
ولما القي القبض عليها ومرافقيها بعد أن نصب لهم كمين محكم التحقيق وهم في حالة تلبس عثر لديهم الأعوان على مجموعة كبيرة من المفاتيح المفتعلة بلغ عددهم الخمسين تقريبا كانوا يستعملونها لفتح الأبواب وكميات كبيرة أيضا من قطع المصوغ يقدر قيمتها بعشرات الملايين إلى جانب ذلك وجدوا عشر حقائب من الحجم الكبير معبأة بملابس فاخرة باعتبار أن المنازل المسروقة كانت من النوع الراقي كما عثروا على عشرين حقيبة يدوية كان عناصر هذه العصابة قد انتشلوها من أصحابها.
ولم يقف المسروق عندهذا الحد بل شمل سرقة أربعة جوازات سفر وست بطاقات بنكية تستعمل لسحب الأموال من الموزعات وشها ئد علمية لطلبة انتشلوا كما توصل أعوان هذه المنطقة إلى الكشف عن مواد كثيرة وأجهزة الكترونية وكهربائية تقدر قيمتها بعشرات الملايين الشيء الذي أدهش الجميع حين رأوا البضائع المسروقة وحسبما تناهى إلى مسامعنا فان رجال فرقة الشرطة العدلية بهذه المنطقة طلبوا الاذن من النيابة العمومية بغية التمديد في الإيقاف التحفظي لمواصلة البحث مع عناصر العصابة من أجل الكشف عن هوية عناصر أخّر كانوا قد ساهموا في أنشطة هذه المجموعة وخاصة أصحاب الدراجات النارية.
والجدير بالذكر أن قائدة العصابة كانت هي الوحيدة المسؤولة على جمع المسروق والتفريط فيه بالبيع لدى تجار في المدينة العتيقة إلا أن ما تبقى من المسروق ذهبا كان أو بضاعة قد أعيد إلى أصحابه بعد أن وجهت لهم الدعوة في الغرض.