سجلت المظاهر الاحتفالية بالمنستير حضورها في كل المناطق تقريبا من بني حسان إلى المنستير مرورا بجمال وطوزة وبنان وقصر هلال وبنبلة ومنزل النور وأكثر من عشرة مدن أخرى.... أشرطة من الأعلام الوطنيّة علّقت أمام مقار البلديات وفي واحدة من الساحات العمومية من كل مدينة كما رفعت وإن بعدد محدود جدا لافتات تعلن عن الاحتفال بالمناسبة... أما الفعاليات والأنشطة الاحتفالية الرسمية فلم نر لها أثرا أو إشهارا ولا سمعنا بها إلا أن تكون خفية أو مرجأة إلى ما بعد يوم 20 مارس... هذه خلاصة عن صورة مظاهر الاحتفال الرسمي بعيد الاستقلال كما عاينّاها موضوعيا في جهة المنستير... مظاهر احتفالية يبدو من الشطط القول بغيابها كليا لكن الواقع كذلك أن حضورها كان محتشما ومتواضعا خاصة بالمقارنة مع ما كانت تشهده مدن الجهة وبلداتها من احتفاء رسمي بالمناسبة في عهود سياسية سابقة.... ومع هذا ففي الحقيقة لا بد من الإشارة إلى أن تناقص درجة الاحتفال بعيد الاستقلال الوطني ليس وليد اليوم فقد تدرّج إلى فقدان ألقه المعهود منذ السنوات الأخيرة من زمن النظام السابق بعد أن حلت محله في الفخامة احتفالات السابع من نوفمبر..
عموما لم نر في ولاية المنستير غيابا تاما لمظاهر الاحتفال بالعيد الوطني للاستقلال ولم نر أيضا احتفاء واحتفالا لافتا للانتباه والأمر بهذه الصورة يبقى قابلا لأكثر من فهم وتأويل ومع هذا فالثابت أن الاستقلال التونسي هو ثمرة نضال شعب ولا لون حزبي له تماما كمجمل تاريخ هذا الوطن لكن من عجب الدهر أن يتحوّل الاحتفال به إلى موضوع استخفاف أو جدل أو تجاذب سياسي !!