واصلت رياض الأطفال بمدينة قفصة على طريقتها الاحتفال باللباس التقليدي في غياب أي مظاهر احتفالية رسمية جهوية أو وطنية وقد تنافست مؤسسات الطفولة بالجهة في استقطاب الأولياء وبرمجة فقرات متميزة لأبنائهم وبناتهم ضمن احتفالية خاصة جدا. «الشروق» واكبت بعض هذه المظاهر الاحتفالية ووقفت على مدى اهتمام الأمهات ورياض الأطفال بظهور «الصغار» في أفضل مظهر فالسيدة ريم اصطحبت ابنتها ألفة كحيلة (6 سنوات) إلى روضتها القديمة رغم أنها تدرس بالسنة الأولى ابتدائي وذلك بعد أن اكترت لها لباس جلوة العروسة الساحلية ب15 دينارا فما يهمها أن تسعد ابنتها وتلتقط لها صورا تذكارية في هذه المناسبة أما نسرين فقد رافقت ابنتيها إسراء ونورهان إلى روضة «ريّان» بالمدينة العتيقة بعد أن ألبست الأولى «الحرام القفصي» الذي تحتفظ به في المنزل واكترت للثانية فستان العروسة الأبيض مؤكدة أنها حريصة على غرس عادة اللباس التقليدي لدى أبنائها منذ الصغر ليحافظوا على الموروث الوطني الاحتفاء باللباس التقليدي تجاوز لدى السيدة وفاء جغرافية المنطقة فهي قد حرصت على أن تبدو ابنتها في أفضل هيئة وهي تلبس «الكسوة الحمامية» بمختلف مكوناتها البنت غفران سديرة (5 سنوات) جمعت بين الكسوة الحمامية والتزين بالحناء برسوم قفصية السيدة آسية جاءت إلى الروضة بعد أن تفننت في إلباس ابنتها ميار وابنها كرم أفضل ما لديها من ملابس تقليدية وهي التي تمتلك محلا لكراء الملابس التقليدية للصغار والكبار آسية أشارت إلى أن الإقبال على كراء الملابس التقليدية للصغار يزداد كثافة بمناسبة 16 مارس ويبرز تنافس الأمهات في اقتناء أفضل الملابس لأبنائهن وبناتهن من أجل البروز في أجمل صورة في رياض الأطفال وتساهم رياض الأطفال من جهتها في مساعدة الأولياء على توفير الملابس التقليدية لأبنائهم وهو ما أشارت إليه السيدة سنية الأجري صاحبةروضة «ريّان» وهي التي عاشت المناسبة الاحتفالية وهي ترتدي حجابها بمسحة تقليدية حميمة مضيفة أن الاحتفال باللباس التقليدي كان مناسبة لتنشيط الأطفال واستدعاء الأمهات ومشاركتهن في إعداد أطباق الكسكسي بلحم العلوش ومزينة بالبيض والحلوى لتوزيعها على الجميع وكانت المناسبة سانحة لتركيز خيمة وسط الروضة والتقاط الصور التذكارية بها إضافة إلى الخروج في محفل إلى وسط المدينة على إيقاعات «الطبل» وزغاريد النسوة وبهجة الأطفال بملابسهم الأنيقة أما الآنسة نورهان بالهاني المروضة التي لم يمض على التحاقها بالعمل أكثر من ثلاثة أشهر فقد ارتدت أيضا لباسا تقليديا وقامت مع زميلاتها بدور كبير في تأطير الصغار مشيرة إلى أن الاحتفال باللباس التقليدي هو مظهر من مظاهر المحافظة على التراث وأن تعويد الصغار عليه يندرج ضمن قاعدة «التعلم في الصغر كالنقش على الحجر».
خيام في الشوارع
بعض رياض الأطفال اختارت أن تركز خياما في بعض الشوارع للفت الانتباه واستقطاب المتفرجين وكانت الخيام فضاء للصور التذكارية بالملابس التقليدية للأطفال وقد تحولت تظاهرات اللباس التقليدي في بعض الرياض إلى مناسبة للتنافس في تقديم عديد الأكلات التقليدية والهدايا والمشروبات والمرطبات للأولياء وأبنائهم إضافة إلى شهادات تقدير وتحفيز للأطفال الدارسين برياض الأطفال.