في يوم عيد الاستقلال غابت الاحتفالات وغابت الأعلام الرفرافة والمظاهر الاحتفالية.. هو إحياء باهت لذكرى الاستقلال كما لاحظه التونسيون.. «الشروق» نزلت إلى الشارع التونسي وحاولت معرفة ردود فعل التونسيين من مظاهر الاحتفال بعيد الاستقلال. بداية الحديث كانت مع وليد التوجاني (عامل) الذي تحدث عن غياب مظاهر الاحتفال بعيد الاستقلال رغم ما لهذا العيد من أهمية ودلالة لدى الشعب التونسي الذي دفع أجداده من دماءهم وأرواحهم فداء الوطن.
وقال وليد : «إنه من المخجل أن نلاحظ غياب علامات الاحتفال بعيد الاستقلال في تونس».. وأضاف أنه وحتى بعض مظاهر الاحتفال الموجودة في شارع الحبيب بورقيبة هي تنادي بالبحث عن قاتل شكري بلعيد لا إحياء ذكرى الاستقلال.
دماء الأجداد
بكل أسف لاحظ التوجاني أن الأجداد بذلوا الثمين والنفيس ولم يبخلوا بجهدهم ومالهم ودمائهم من أجل إخراج المستعمر وكسب راية الوطن وأنه من المحزن ملاحظة الاستخفاف اليوم بهذه الاحتفالات التي تتم مرة في السنة وتساءل عن أسباب نكران الجميل. وتحدث عن دماء الأجداد التي لم يعرف قيمتها وقيمة نضالها.
من جهته تحدث خليل الفندري (عامل)عن الاحتفال الباهت بعيد الاستقلال ولاحظ أن الاحتفال في عهد بورقيبة وحتى في النظام المخلوع كانت له هيبته ويراعي حرمة النضال من أجل الاستقلال.
وأضاف أن كلمة الاستقلال لا يجب الاستهانة بها وعدم إعطائها قيمتها من الاحتفالات. وأشار إلى أن الاحتفالات اليوم تعتمد على كل ما هو سياسي. وأن هناك اهتماما وإعطاء مبالغ لقيمة كل ما هو حاضر على حساب المكاسب التي حققها الأجداد . وقال إن المهاترات السياسية والكر والفر في المجال الحزبي والسياسي وهو ما سيبعدنا عن جوهر الاشياء والاهتمام بأشياء لها قيمتها ودلالتها ولا يجب الاستخفاف بها مثل عيد الاستقلال الذي هو فوق الاعتبار وفوق الأحزاب وآرائهم وانتظاراتهم.
احتقار خطير
«هذا الأمر فيه «حقرة» وعيد الاستقلال وقع احتقاره والأمر خطير» هكذا عبر التلميذ هذيلي عن الاحتفال بعيد الاستقلال أمس وقال إن ما لاحظه امر اكثر من مخجل في حق الأجداد وتضحية المناضلين في عهد الاستعمار.
وقارن هيثم المناعي (تلميذ) مع صديقه الفرق بين الاحتفالات في السابق بعيد وطني له قيمته ومن المفترض ان يتعالى على المزايدات الحزبية بما تمت مشاهدته يوم 20 مارس.
واضاف أنه كان من المفترض على الأقل ان تنتشر الأعلام والرايات الحمراء والبيضاء معبرة عن المظاهر الاحتفالية وإحياء لراية الوطن. وتساءل التلميذان حول الراية وعن تشويه هذه الذكرى.
وأشار التلميذ هذيلي إلى خطورة الظاهرة التي برز فيها سلفيون على صفحات الفايس بوك يدعون إلى عدم الاحتفال بعيد الاستقلال وهناك عيدان فقط هما عيد الإضحى وعيد الفطر.
بدوره تحدث فيصل (موظف) عن غياب مظاهر الاحتفال وقال إنه وقع الاستخفاف بعيد الاستقلال الذي من المفروض أن يحظى بقيمة لا تقل أهمية عن الاحتفال بالثورة التونسية. واشار إلى صعوبة ما قاساه الأجداد والشهداء وما ضحوا به فداء للوطن.
وبين فيصل أن غياب مظاهر الاحتفالية ووجود ذكرى استقلال باهتة هي من علامات حب الذات والأنانية وإشارة خطيرة إلى النكران ونسيان أفضال الماضي وهدم لكل ما هو مقدس ومسلم به مثل راية الوطن.