الذكرى السابعة والخمسون لاستقلال البلاد مرت حزينة وكئيبة.. حيث غابت كل مظاهر الاحتفال وكأن البلاد محت ذاكرتها ونسيت تاريخها بين ليلة وضحاها.. أو كأن آباءنا وأجدادنا لم يبذلوا الأرواح والدماء ولم يقاسوا ويلات السجون والمنافي في سبيل انتزاعة ودحر المحتل الفرنسي. كثيرة هي الأسئلة الحائرة التي ترددت يوم أمس في جلّ البيوت التونسية وعلى ألسنة الملايين من التونسيين والتونسيات الذين عاينوا سخط ومرارة كيف مرت هذه الذكرى الخالدة في صمت وفي لا مبالاة من قبل الحكومة وفي ظل غياب تام لمظاهر الزينة والاحتفال.. وكأننا صرنا نعيش على كوكب آخر.. أو أن هذه الذكرى لا تعنينا.. عيد الاستقلال لم يكن الوحيد الذي يمر في صمت.. فقبله مرت مناسبات وطنية وحتى دينية (المولد النبوي الشريف) في صمت غريب ومحيّر..
لماذا غابت أو غيّبت مظاهر الاحتفال؟ سؤال مازال صداه يتردّد.. العزاء فيه أن أحزاب ومنظمات تداعت لاحياء الحدث.. الذي بلغت أصداؤه حتى باريس التي احتفت بالزعيم بورقيبة رائد الاستقلال على طريقتها.