مازالت العديد من العوائق التي تحول دون ازدهار القطاع الفلاحي في منطقة تاجروين وهو ما دعا العديد من الفلاحين إلى المطالبة بالإسراع بإصلاح هذا القطاع الحيوي الهام والذي يشغل عددا كبيرا من اليد العاملة وبإمكانه توفير منتوجا فلاحيا متنوعا. (الشروق) تحدثت إلى عديد الفلاحين حول هذا الموضوع حيث تطرقوا إلى جملة من النقائص التي حالت دون تطور القطاع. السيد مختار البوغانمي(فلاح) قال: إن الفلاح في الجهة مازال يعاني من عديد الصعوبات التي تعيقه عن تحقيق نتائج جيدة في القطاع الفلاحي. وأول هذه المشاكل انعدام المرعى مما حتم على الفلاحين اقتناء الأعلاف وهنا الإشكالية. فتزايد الطلب على هذه المادة نتج عنه ارتفاع الأسعار إضافة إلى قلة الكميات المعروضة في السوق وهذا ما جعل بعض الأنواع وخاصة مادة «السداري»تباع في السوق السوداء وبأسعار مرتفعة. كما تطرق السيد مختار إلى تفشي ظاهرة سرقة المواشي فقال: لقد كثرت منذ بداية الثورة سرقة المواشي وتضرر العديد من المربين وفيهم من فقد كامل قطيعه مما جعل العديد منهم يفوتون فيما يملكون تجنبا لما قد يحدث وأدعو إلى مزيد اليقظة على الطرقات وفي الأسواق وعلى الحدود خاصة لمحاصرة المهربين. وبدوره قال السيد حمودة المحجوبي (فلاح): الإنتاج الفلاحي في الجهة غير متنوع ويعتمد أساسا على زراعة الحبوب وتربية الماشة والفلاح يبقى ينتظر الصابة لخلاص ديونه كما أنه يضطر إلى بيع حيواناته مكرها لتوفير ضروريات الحياة اليومية حتى وإن لم يسترجع مصاريفه وهذا يعود إلى قلة ذات اليد فمعظم الفلاحين يعيشون ليومهم أي ليس لهم الإمكانيات المادية اللازمة للعيش الكريم مما حتم على البعض العمل على حساب الحضائر. وأشار أيضا السيد المحجوبي إلى تواصل التلاعب بالأعلاف فقال: لقد خلنا أن الاحتكار انتهى والعقلية تغيرت ولكن هذه الممارسات مازالت موجودة ولا شيء تغير والفلاح بقي يعاني من سوء تصرف بعض الأطراف.
فمن المزودين من يأتي بالأعلاف ويضع كميات محدودة في المخزن المعد لذلك والبقية يقع إخفاؤها في مخزن آخر وتباع بأسعار مرتفعة وهي أيضا ليست في متناول الجميع.
فإلى متى سنبقى على هذه الحال؟وعن اقتصار فلاحي الجهة على زراعة الحبوب قال: إن ارتفاع أسعار البذور والأعلاف لم تترك للفلاح مجالا لتوسعة نشاطه الفلاحي وبقي مقتصرا على هذه الأنشطة رغم أن الجهة قادرة على تنويع الإنتاج كزراعة الخضروات وغراسة الأشجار المثمرة. إضافة إلى مشكلة المديونية إذ أن الفلاحين يعانون منذ سنوات عديدة من هذا المشكل ولمد يد المساعدة لهؤلاء من الضروري حذف هذه الديون ومدهم بقروض ميسرة لتشجيعهم لأنهم أصبحوا عاجزين حتى عن توفير الأسمدة والأدوية الفلاحية.