جدّ صباح أمس بمنطقة الحرقوسية القريبة من مدينة بنان من ولاية المنستير حادث اليم تمثل في انزلاق شاحنة عسكرية أسفر عن أضرار مادية وإصابة ستة جنود بإصابات متفاوتة الخطورة كانت الساعة تشير إلى العاشرة صباحا لما كنا على متن السيارة أنا وزميلي محمد الماطري صميدة وصديقنا محمد القردبو في اتجاه مدينة مسجد عيسى لحضور تظاهرة شبابية وتكريم جريدة الأنوار وبخروجنا من مدينة بنان وبلوغنا منطقة الحرقوسية المعروفة بمنعرجها الخطير الذي يشهد سنويا عدة حوادث قاتلة كانت شاحنة عسكرية من نوع الجيب تسير بسرعة عادية في الاتجاه المعاكس و سرعان ما فقد سائقها السيطرة على المقود إثر عطب ميكانيكي لتنزلق وتسقط بعد ذلك في منحدر داخل غابة زيتون مليء بالزواحف والحشرات السامة.
لم يكن المنظر عاديا بالمرة.. الشاحنة العسكرية تكسر أغصان الأشجار بقوة وعنف وتستقر تحت شجرة زيتون فيما تناثر الجنود وأسلحتهم على الأرض في مشهد يدمي القلوب.. دقائق قليلة كانت كافية ليتجمع عدد كبير من المواطنين الذين توقفوا بسياراتهم في مكان الحادث الواقع على طريق رئيسية كثيرة الحركة وهبوا لنجدة المصابين.. بعضهم بدا عليهم التأثر واضحا حد البكاء بعد أن سمعوا مصابا يسأل عن حالة الشاحنة رغم ما أصابه من هم ومواطن قام بجمع الأسلحة والذخيرة المتناثرة هنا وهناك ليسلمها إلى المسؤولين حال وصولهم... اقتربنا من المتضررين واحد فقط بدا لنا في أحسن حال بعد أن نهض يمشي على رجليه وأعلمنا أن الشاحنة خرجت من ثكنة مسجد عيسى في اتجاه مدينة قصر هلال للقيام بعملها الدوري واليومي و كان على متنها ستة جنود اثنان في غرفة القيادة وأربعة في الصندوق الخلفي.. البقية وعددهم خمسة كانوا ممدين على الأرض وقد كسا التراب أزياءهم الخضراء وغطت الدماء أياديهم ووجوههم وعلى جناح السرعة كانت سيارة الإسعاف التابعة لأعوان الحماية المدنية في الموعد فنقلت المصابين إلى المستشفى الجهوي الحاج علي صوة بقصر هلال وكذلك مستشفى المكنين أين أحاطهم الإطار الطبي وشبه الطبي بعناية فائقة و أخضعهم حال وصولهم إلى فحص دقيق وتصوير بالأشعة. خدوش ورضوض
تحولنا إلى مستشفى قصر هلال وسألنا عن حالة الجنود المتضررين فأعلمنا الدكتور خالد القصاب أن الإصابات التي لحقتهم لم تكن خطيرة والحمد لله وان أربعة منهم تعرضوا إلى خدوش وجروح خارجية وحالتهم مستقرة تماما بينما يشكو واحد حسب الكشوفات الأولية من كسر في إحدى فقرات العمود الفقري وآخر من أوجاع على مستوى الكتف ومباشرة اثر تلقيهم للإسعافات الأولية تم نقل جميع المصابين إلى المستشفى الجامعي فطومة بورقيبة للمتابعة الصحية ومواصلة العلاج. من جهتها كانت السلط الإدارية والأمنية حاضرة في الموعد إذ تحول الحبيب ستهم والي الجهة رفقة سامي بن هنية معتمد قصر هلال و محمد اليوسفي رئيس منطقة الأمن الوطني وبعض من ضباط الجيش إلى المستشفى و اطمأنوا على الحالة الصحية للمصابين و أعلمنا الوالي أن كل الإمكانيات المادية والبشرية ستوضع على ذمة المتضررين من اجل علاجهم كما أعلمنا أيضا أن تحقيقا سيفتح في الغرض لتعرف ملابسات الحادث وأسباب وقوعه وقد ترجانا عدد كبير من المواطنين الذين كانوا معنا على عين المكان عند وقوع الحادث تبليغ أصواتهم إلى المسؤولين من اجل تعزيز أفراد جيشنا الأبي بتجهيزات جديدة وعصرية تقضي مع المعدات البالية التي ورثها عن الجيش الفرنسي.