هو من ابرز المناضلين في صفوف العائلة الوطنية وناضل منذ سنوات الجامعة الى جانب الشهيد شكري بلعيد وقد اختير اليوم ليكون خلفه على راس حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد في وضع حرج لا يخلو من الخطورة والتعقيد هو المناضل زياد الاخضر. وفي اول مصافحة مع «الشروق» لم يخف الامين العام الجديد لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد مخاوفه من الرهانات التي يواجهها والتي قال ان ابرزها هو الحفاظ على الوحدة الفكرية والسياسية والتنظيمية للحزب والعمل على استكمال البناء الهيكلي للحزب جهويا ومحليا. وفي اتجاه آخر اكد زياد الاخضر ان الحزب سيواصل تحركاته من اجل معرفة قاتل الشهيد شكري بلعيد وسيصعد للضغط اكثر في هذا الاتجاه مشيرا الى ان المسار الحالي للقضية يبقى فرضية التوجه الى القضاء الدولي واردة خاصة مع عدم سماع شهادة رجل الاعمال فتحي دمق الذي قال انه أشار الى من خططوا للعملية، مضيفا ان الجبهة الشعبية ستعمل على اسقاط الحكومة الحالية من خلال التحركات السلمية وفي ما يلي نص الحوار:
كيف تقيم المسؤولية التي تحملتها خاصة في الظرف الذي يعيشه الحزب والصورة التي كان عليها الفقيد شكري بلعيد؟
المسؤولية هي الامانة العامة لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد بعد اغتيال رفيقنا الشهيد الزعيم شكري بلعيد، وبهذا المعنى فهي مسؤولية جسيمة وعبر عنها احد رفاقي في اللجنة المركزية حين قال «نشفق على من سيتولاها في هاته اللحظة» وهو محق في ذلك. شكري كان امينا عاما متميزا ويجمع عليه الوطنيون الديمقراطيون وعلى قيادته، الامين العام الجديد ستكون له مهام جديدة وأولويات جديدة.
ما هي أهم هاته الاولويات؟
اهم الاولويات هي المحافظة على الوحدة الفكرية والسياسية والتنظيمية لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد وتفعيل مبدأ القيادة الجماعية للحزب بمعنى ان يكون الكل شركاء في القرار السياسي اي في صناعة القرار السياسي والتعبير عنه والدفاع عنه ايضا وفي تعزيز هذه الوحدة. كلنا سنلعب هذا الدور ويبقى دوري انا ان اكون منسقا بين كل رفاقي في المكتب السياسي وبين مختلف هياكل الحزب، الدور الثالث هو استكمال بناء هياكل الحزب ونحن قمنا بشوط كبير بعد المؤتمر الموحد وبقيت لنا رابطتان وهما رابطة توزر ورابطة جندوبة وستعقد مؤتمراتها في القريب العاجل واللجنة المركزية اوصت بذلك، كما ان المرحلة الحالية ستكون لبناء الفروع المحلية وبناء الخلايا القاعدية للحزب التي ستكون الخيوط الرابطة مع ابناء تونس في مختلف مواقع تواجدهم سواء في قطاعات عملهم او في الجهات المختلفة.
ما الجديد في البرنامج السياسي؟
على مستوى البرنامج السياسي لا جديد يذكر فلم تمض ستة اشهر على المؤتمر الذي اقر جملة من الوثائق منها البرنامج السياسي العام وخطة العمل المرحلي والمهام المباشرة الملقاة على عاتق الحزب، هناك متغيرات جديدة اقتضت من اللجنة المركزية نقاشا سياسيا مطولا وصلنا على قاعدته الى تعديلات طفيفة في قراءتنا للواقع السياسي منها طريقة تعاطينا مع الحكومة التي اعتبرناها مواصلة لحكومة الفشل وحكومة الالتفاف على الثورة في المرحلة الاولى وهي كما تعبر عنها اكبر مكوناتها وهي حركة النهضة وزعماؤها الذين قالوا انها ستكمل مشوار الحكومة الاولى وبهذا المعنى فهي ستكمل مشوار الفشل ولذلك دعونا الى اسقاط هذه الحكومة بالتظاهر المدني والسلمي الجماهيري الذي هو الاصل في كل ما نراه اليوم في تونس وعلى قاعدته توجهنا الى الانتخابات وعلى قاعدته يحكم هؤلاء اليوم، يحكمون وهم يلتفون على مطالب الشعب وعلى مطالب الثورة وأهدافها. الموقف من الحكومة واضح فلا شرعية لها باعتبارها سقطت ورئيسها عبر عن ذلك عندما قال انه سيتجه الى تشكيل حكومة كفاءات وهو التفاف على الموقف الذي عبر عنه الوطنيون الديمقراطيون قبل الانتخابات حين تبين لهم ان المسار الانتقالي هو مسار معقد ومركب ويقتضي حا عاليا من التوافقات السياسية التي تتمكن بواسطته النخب السياسية ان تدير الشأن الوطني في مرحلة معقدة تنتهي بإنجاح المرحلة الانتقالية والذهاب الى انتخابات شفافة وديمقراطية وفقا للمعايير المعمول بها دوليا. كان هذا موقفنا الذي حاولوا السطو عليه في محاولة منهم لامتصاص الغضب الشعبي وفي محاولة لمواصلة نفس النهج دون التنازل لشعب تونس الذي طالب برحيل هاته الحكومة، اذن فنحن مازلنا على موقف ان ترحل هذه الحكومة.
قلتم انكم ستصعدون من تحركاتكم الميدانية لإسقاط الحكومة لو تفسر لنا ذلك؟
ليس نحن فقط من سيصعد فالجبهة الشعبية دعت إلى التصعيد ودعت الى التعبئة من اجل الاحتجاج ضد هذه الحكومة، واذكر بحادثة رمزية يوم اتجه السيد علي العريض الوجه البارز في فشل حكومة حمادي الجبالي الى المجلس التأسيسي ليعرض عليه حكومته مواطن يحرق نفسه امام المسرح البلدي وهي حادثة تذكرنا باستشهاد البوعزيزي ابان الاحتجاج على سلطة الفساد والدكتاتورية في فترة بن علي وهو نفس المشهد يتكرر ونفس المشهد يكاد يعمم هناك «الهارب والحارق» ومن اتجه الى سوريا ومن يبحث عن منفذ للخروج من الوضعية البائسة التي هو فيها، كل هذا يؤكد فشل هذه الحكومة. نحن نعرف ان هذه الحكومة ستتخذ اجراءات وقرارات لا شعبية ولا ديمقراطية لذلك ليس لها الا ان تقر العنف كسياسة للتعامل مع الاحتجاجات والتظاهرات السلمية ولذلك ستكون ايضا حكومة الاعتداء على الحريات العامة والفردية في حق شعبنا.
في علاقة بالجبهة كان هناك استياء داخل الوطد وداخل المجتمع من مواقف الجبهة اثر اغتيال بلعيد فكيف ستوفق بين هذا وذاك؟
الجبهة خيار استراتيجي ونحن نعتبرها ضرورة تاريخية لإدارة المرحلة الحالية وللانتصار لمطالب ثورة شعبنا والوصول بها الى اهدافها النهائية وهذه مسألة ليست للمراجعة بالنسبة لنا، يبقى انه من الممكن ان تختلف تقديراتنا داخل الجبهة واعتقد ان ذلك حصل في لحظة فارقة اربكت الحكم وهزت البلاد واربكت حزب الحكم الكبير الذي هو حزب حركة النهضة، وعليه نحن نقبل ان يقيم البعض ان الاداء لم يكن في المستوى المطلوب لكن ذلك ما تم واليوم المطلوب ان تتوحد الجبهة وتطرح خطة نضال من اجل ان ندفع نحو فتح افق امام المسار الثوري لنذهب به الى نهايته الضرورية. اليوم نحن في لحظة انفتاح للإرهاب وهو ما ادى بنا الى الدعوة التي اطلقها الشهيد شكري بلعيد لمؤتمر وطني ضد العنف وكان الهدف منه حماية بلادنا من الارهاب او العنف السياسي ومن الحرب الاهلية وهذا يقتضي ان يشارك الطيف السياسي على الاقل في بعده الديمقراطي والتقدمي في هذا المؤتمر وينجحه ويذهب به الى مقترحات حقيقية تلجم المليشيات وتلجم كل القوى التي تريد بتونس الشر وتتربص بقواها الوطنية والتقدمية والديمقراطية ولا تريد ان تكون تونس حرة مستقلة وقرارها السياسي مستقلا وان تكون جمهورية مدنية مدافعة عن الحقوق الاجتماعية والاقتصادية لفئات الشعب الكادح.
من بين القضايا التي شرع في العمل عليها الشهيد شكري بلعيد قبل اغتياله هي حزب يوحد اليسار فكيف ستعملون في هذا الاتجاه؟
اللجنة المركزية المنعقدة مؤخرا ترى ان حزب اليسار الموحد ضرورة تاريخية وانه من الضروري ان نواصل العمل في هذا الاتجاه، يبقى اننا لن نتعامل مع هذا الموضوع بالمشاعر والامنيات فهو خيار وبرنامج سياسي يجب ان يتبلور ويجب ان يتم الاعداد له على نار هادئة وبعقول المناضلين.
بالنسبة إلى تظاهرات الاربعاء المنادية بكشف قاتل بلعيد هل سيتم تصعيد وتيرة الاحتجاجات؟
نعم سنصعد وسندعو كل القوى الوطنية الى الالتحاق بهذه الوقفة الاحتجاجية لأنه اذا لم يتم الكشف عن الحقيقة الكاملة حول كل ملابسات اغتيال الرفيق شكري بلعيد فلن تكون هناك نهاية ناجحة لمسار الانتقال الديمقراطي وما حصل في قضية اغتيال شكري بلعيد يؤسس لاستبداد جديد لذلك نعتبر ان كشف الحقيقة يغلق الباب امام الاستبداد. إلى أين وصلت قضية الشهيد شكري بلعيد خاصة بعد ابعاد قاضي التحقيق وتهديدكم بالتوجه الى القضاء الدولي اذا لم ينصفكم القضاء التونسي؟ ونجدد تهديدنا بطرق كل الابواب وليس القضاء الدولي فقط.
لو تطلعنا على الوضع اليوم في هذا الملف؟
الوضع اليوم هو اننا علمنا ان ملف السيد فتحي دمق اغلق دون ان يتم الاستماع اليه في قضية الشهيد شكري بلعيد رغم انه في ملابسات قضيته هناك ذكر لعناصر نهضاوية تحدثت عن شكري بالتلميح وبالاسم وتلمح الى طريقة للاغتيال شبيهة جدا بما حدث على ارض الواقع ومع ذلك السيد قاضي التحقيق رفض الاستماع اليه كشاهد في قضية اغتيال شكري بلعيد وهو امر يثير مخاوفنا ويعمق شكوكنا ويجعلنا نقول مرة اخرى ان باب التقاضي الدولي في ملف اغتيال الزعيم شكري بلعيد سيبقى مفتوحا. لن نتجه الى التقاضي الدولي اذا تم كشف الحقيقة، لكن ان تبقى انظار الشعب التونسي متجهة الى غابة من غابات الشمال الغربي تلاحق شخصا ينتقل من غابة الى اخرى والفرق الامنية تقول انها تتبعه هذا لا نرضى به.
أرملة الشهيد بلعيد اصبحت رمزا وطنيا اليوم فما هو موقعها في الحزب؟
الرفيقة بسمة الخلفاوي رمز للمرأة التونسية المناضلة والمكافحة من اجل التحرر ومن اجل المساواة ولكي يكون لشعبنا الحق في تقرير مصير بلاده وفي ان تكون تونس جمهورية ديمقراطية اجتماعية.
ما هو موقفكم من نداء تونس اليوم خاصة ان الشهيد شكري بلعيد كان من اكثر المعارضين لاي تحالف معه؟
شكري كان واضحا ويعتبر ان الجبهة الشعبية انبنت على ارضية سياسية واضحة التقت حولها اطراف سياسية بمحض ارادتها ومن يريد الالتحاق بها عليه ان يوافق على تلك الارضية السياسية ويتفاوض معها حول تلك الارضية ولذلك فهي جبهة سياسية وستكون من ضمن مهامها الذهاب الى الانتخابات. اي موقف من هذا الطرف او ذاك لا يمكن ان يكون الا على قاعدة تلك الارضية السياسية اي مدى قربه او بعده من ارضيتنا السياسية. فيما يخص نداء تونس تحديدا انا اعتقد ان هذا السؤال الذي اصبح يوجه في كل مناسبة لمناضلي وقيادات احزاب الجبهة الشعبية لذا نحن نقول اننا مع كل الاحزاب التي نتقاطع معها في مدنية الدولة وفي فصل السياسي عن المقدس وفي تحييد المساجد وفي رفض وجود مليشيات ورفض العنف والارهاب هؤلاء يمكن ان نذهب معهم خطوات في هذا الاتجاه لا ان نبني معهم جبهة سياسية، هؤلاء نتفق معهم على قواعد لعبة سياسية تحفظ للتونسيين حقهم في التمثيل السياسي وحقهم في التداول السلمي على السلطة، ليست هناك تحالفات مع نداء تونس وانما هناك تقاطعات في نقاط محددة مثلا عندما قتل لطفي نقض نحن نددنا بعملية الاغتيال ونزلنا ضدها في الشارع لاننا نفهم ان المسالة لا تتعلق بنداء تونس وانما في فتح الباب للعنف الذي يتهدد المسار الانتقالي ويتهدد القوى الوطنية والتقدمية ونرى ان فتح ابواب العنف في الوقت الراهن لا يخدم الا مصالح الثورة المضادة.
هل ستكون لكم تحركات على هامش المنتدى الاجتماعي الدولي الذي يلتئم في تونس لأول مرة؟
سنساهم في المنتدى وسنكون ايجابيين في التعاطي معه سيما انه اول مرة يعقد في تونس ونحن نعتبر ان المنتدى الاجتماعي يجسد الجنس البشري في مستقبل الايام بالقطع مع نظام الاستغلال.
لن نتجه الى التقاضي الدولي اذا تم كشف الحقيقة، لكن ان تبقى انظار الشعب التونسي متجهة الى غابة من غابات الشمال الغربي تلاحق شخصا ينتقل من غابة الى اخرى والفرق الامنية تقول انها تتبعه هذا لا نرضى به.
سنصعد وسندعو كل القوى الوطنية الى الالتحاق بهذه الوقفة الاحتجاجية لأنه اذا لم يتم الكشف عن الحقيقة الكاملة حول كل ملابسات اغتيال الرفيق شكري بلعيد فلن تكون هناك نهاية ناجحة لمسار الانتقال الديمقراطي وما حصل في قضية اغتيال شكري بلعيد يؤسس لاستبداد جديد لذلك نعتبر ان كشف الحقيقة يغلق الباب امام الاستبداد.