تم خلال الملتقى التعريف بأهداف جمعية الشابي والملتقى وتقديم تاريخ أسرة الشابية وخصائصها ودورها في محاربة الغزاة ونشر العلم. عرّف الناطق الرسمي لجمعية الشابي للتنمية الثقافية والاجتماعية السيد عادل الشابي بالجمعية فأشار إلى أنها مولود جديد تأسست منذ أيام قليلة خلال سنة 2013 ولها فرع في توزر وفرع بتونس العاصمة وتهدف إلى المحافظة على التراث المحلي والتعريف به وتطويره بالشكل الذي يتلاءم مع التراث الوطني وانفتاحه على التراث الانساني وتعزيز جسور التواصل ودعم التكافل والتضامن الاجتماعي والمساهمة في تنمية السياحة.
وفي تقديمه للملتقى أشار إلى أنه يهدف إلى تعزيز صلة الرحم بين أفراد الأسرة الشابية الموسعة المنتمين إلى جدّ واحد والمتواجدين بجهات ومناطق عديدة بالبلاد (توزر وتونس العاصمة والقيروان والكاف وتستور والسرس...) وبالقطرين الشقيقين الجزائر وليبيا.
واستعرض الأنشطة المحققة لهذه الأهداف ومنها تنظيم التظاهرات والندوات الثقافية والاجتماعية والرحلات وجامعات صيفية دولية للتبادل الثقافي وإنشاء مكتبة لدعم البحوث والدراسات وتقديم مساعدات اجتماعية...
إثر ذلك قدّم السيد عبدالله الشابي مداخلة حول تاريخ آل الشابية ودورهم في نشر العلم فعرّف بالسيرة الذاتية لجدّهم الأول أحمد بن مخلوف الشابي كمؤسس لنظرية الحركة الشابية ثم بابنه عرفة الذي عمل بهذه النظرية والذي ولد سنة 1473م وعاش في فترة عصيبة من تاريخ افريقية الحفصية وكان يعرف بالتصوّف ونال شهرة علمية قلّ نظيرها وأخرج الطريقة الشابية من ركودها وخاض حربا ضد الأتراك والحسن الحفصي وبسبب انفتاح آل الشابية وتواصلها مع الغير وعدة قبائل منها النمامشة والحنانشة وأولاد سيدي سعيد ودريد والهمامة وخرج من حروبه ظافرا...
وعرّف السيد صالح الشابي في مداخلته بالشيخ الامام محمد مسعود الشابي الذي قدم إلى توزر بعد خروج آل الشابية من القيروان سنة 970 هجري ومكث فيها لمدة 15 سنة وتعلم بها بجامع أولاد الحضر ثم انتقل إلى الجزائر سنة 985 هجري واستقر بها ودرّس وألّف واغتاله الأتراك ودفن بالجزائر العاصمة.
واستعرض السيد فتحي الشابي في محاضرته خصائص الدولة الشابية في العصر الحفصي فوضح أنها حركة دعوية ممثلة في شيوخها الأوائل المنحدرين من سلالة الصحابي الجليل عبدالله ابن مسعود وتنحدر قبيلة آل الشابية من قبيلة أم بالجزيرة العربية واستطاعت الحركة الشابية في فترة ما أن تصبح تنظيما فكريا لها تصوّر لمفهوم الدولة وقاومت الغزاة الأتراك وجنح آل الشابي إلى التصوف والزهد فعمت الزوايا ومتنت صلة الرحم بين آل الشابي في الجريد والكاف وتستور والجزائر...
إلا أنه في القرن الماضي غاب الدور التعليمي والاجتهاد بحكم المرحلة السياسية فجنح آل الشابي إلى الأدب وبرز منهم الشاعر الرمز أبو القاسم الشابي الذي وظّف التصوّف توظيفا جديدا في أشعاره.
وفي النقاش تعددت المقترحات لتطوير نشاط الجمعية وتحقيق أهدافها وتمتين الصلة بين جماعة آل الشابية المنتشرين في البلاد وخارجها ومنها الدعوة إلى القيام بدراسة وتحقيقات لربط الصلة بين الجنوب والشمال وتجميع مؤلفات آل الشابي وإعداد مشروع مسلسل حول الحركة الشابية والتعريف بعادات وتقاليد آل الشاببية وأقيم على هامش الملتقى معرض وثائقي لكتاب أسرة الشابية وصور لأعلامها وشيوخها واختتم الملتقى بأمسية شعرية أثثها عدد من شعراء آل الشابية من بينهم الشعراء خير الدين الشابي ولطيفة الشابي وبلقاسم بن عمار الشابي.