كل المؤشرات تؤكد أن الجبهة الشعبية ستكون رقما صعبا في الساحة السياسية من ذلك حرصها على التحالف مع أكثر من طرف فما حقيقة هذه التحالفات وأية آفاق مفتوحة امام هذه الجبهة؟. الجبهة الشعبية التي جاءت لضرب الاستقطاب الثنائي يبدو أنها أصبحت قريبة من تحقيق هذا الهدف فمنذ اغتيال الشهيد شكري بلعيد بدأت تكسب تعاطف العديد من المواطنين حتى أولئك الذين لا يفقهون عالم السياسة أصبحوا يميلون الى الجبهة الشعبية وهذا تؤكده دراسات استطلاعات الرأي الأخيرة ونتائج سبر الآراء التي كشفت تحقيق الجبهة الشعبية لمراتب متقدمة في الانتخابات التشريعية .
وعن مستقبل الجبهة وحقيقة التحالفات مع بعض الأحزاب الأخرى ذكر عثمان بلحاج عمر (قيادي في الجبهة الشعبية) أن المشاورات متقدمة بشكل كبير خاصة مع حركة الشعب وحزب القطب ولكن تعطلت نوعا ما بسبب الانشغال بأنشطة المنتدى الاجتماعي العالمي واستقبال الضيوف الأجانب وممثلي بعض الاحزاب العربية . وقال «انشغالنا بالمنتدى لا يعني تجميدنا للأنشطة الأخرى فقد حرصنا على القيام بالحد الأدنى من الأنشطة مثل المسيرة الاحتجاجية «شكون قتل شكري؟» وعقد جلسات اللجان المنبثقة عن التنسيقية .»
وعن حقيقة التحالفات أكد «الحوار متقدم بشكل كبير خاصة مع حزب القطب وحركة الشعب ومع بعض جمعيات المجتمع المدني مثل «شبكة دستورنا» و«كلنا تونس»، وسيتم الحسم فيها قريبا بمجرد اتمام أشغال المنتدى الاجتماعي .
وعن مدى مساهمة التطورات الأخيرة في حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد بانتخاب أمين عام جديد في دفع مشاورات التحالف؟. أجاب «نحن مع خيارهم وتعيين زياد لخضر سيساهم في تقدم المفاوضات في التحالفات واعادة الدور الأساسي للحزب داخل الجبهة الشعبية وسوف ترسى العلاقة على مزيد من الواقعية والمصداقية والثبات ودراسة المشهد السياسي بأكثر روية وتبصر .
واعتبر أن الجبهة اجتازت الصعوبات والعوائق التي اعترضتها في اطار الحوار والتموقع وأنها تحتاج الى مزيد التنظم . بدوره كشف زهير المغزاوي (قيادي في حركة الشعب) عن أن احتضان تونس للمنتدى الاجتماعي العالمي خفضت نوعا ما من سرعة ونسق المفاوضات وأضاف لكن توجد بوادر مشجعة على التحالف مع الجبهة.
وتابع «توجد نقاط مازالت محل نقاش لأننا لا نريد أن تكون الجبهة مجرد رقم في الساحة السياسية ولكن دافعة للمشروع الوطني وقادرة على الحد من الاستقطاب الثنائي معبرة عن هوية الشعب التونسي ومترجمة للمشروع الوطني والعدالة الاجتماعية والديمقراطية والاستقرار.
أما جوهر بن مبارك (شبكة دستورنا) فقد أفاد أن «شبكة دستورنا «ليست معنية بأية تحالفات». وأضاف «الشبكة مكانها الطبيعي وسط المجتمع المدني وغير معنية بأي تحالفات سياسية انتخابية».
ولئن نفى امكانية التحاق شبكة دستونا بأي تحالف فانه لم ينكر وجود مشاورات تتعلق به بصفة فردية للانضمام الى الجبهة الشعبية وقال «المسألة مطروحة وترتبط بتصور ومشروع يتمثل في تأسيس حزب يساري كبير واذا تحقق فانني سأكون أحد جنوده وماعدا ذلك فان دخول الجبهة الشعبية بالصيغة الحالية مسألة فيها نظر».
حمة الهمامي : لن نتحالف أبدا مع «الاتحاد من أجل تونس» حمة الهمامي (الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية) في تصريحات سابقة أكد أن الجبهة الشعبية لن تتحالف مطلقا مع ائتلاف الاتحاد من أجل تونس لا في الوقت الراهن ولا في المستقبل لأن الجبهة مدعمة بالائتلاف المدني والسياسي ضد العنف وقد أتت لضرب الاستقطاب الثنائي ولرسم خارطة طريق مستقلة تمكن الشعب من تحقيق أهدافه حسب قوله.