الافريقي : فريق المعارضة ...من منشور السلطات الفرنسية إلى مذكرة حكومة العريض الترجي : حكاية طويلة مع السياسة وفتحي زهير من لاعب في باب سويقة إلى رئيس في باب الجديد رغم مرور أكثر من تسعين عاما على ميلاد أعرق ناديين تونسيين لحما ودماوهما الترجي (1919) والافريقي (1920) فإن شعبية الجارين لم تتراجع أبدا.
عندما نتوقف عند أهم المحطات في تاريخ النادي الإفريقي والترجي الرياضي نلاحظ أنهما ولدا من رحم المعاناة وعاشا ظروفا متشابهة وظلت علاقتهما قوية و«أخوية» رغم التنافس الكبير بينهما في نطاق ما يعرف ب «الدربي».
من منشور السلطات الفرنسية وصولا إلى مذكرة الحكومة
عانى الجاران الأمرين في عشرينات القرن الماضي في سبيل الحصول على الترخيص الرسمي من الحماية الفرنسية آنذاك لبعث جمعيتين معترف بهما حيث انتظر فريق «باب سويقة» أربعة أسابيع كاملة للحصول على مطلبه ومن جهته تحدى الإفريقي السلطات الفرنسية التي رفضت الإستجابة لطلبه وأصدرت منشورا ينص على ضرورة تغيير ألوان أزياء الإفريقي (الأزرق عوضا عن الأحمر والأبيض) وضرورة إستبدال الشعار (النجمة والهلال) حتى تسمح فرنسا لأبناء «باب الجديد» ببعث جمعية رياضية وهو ما يفسر تأخر تأسيس الأحمر والأبيض إلى 4 أكتوبر 1920. ولأن التاريخ يعيد نفسه فقد تكررت الصعوبات التي عاشها الإفريقي عشية تأسيسه خلال الأيام القليلة الماضية بما أن الحكومة الحالية أصدرت بدورها مذكرة تطالب فيها رئيس الأحمر والأبيض بعدم الجمع بين نشاطه السياسي ومنصبه كرئيس للأحمر والأبيض. وهو ما يدل على أن الإفريقي لديه حكاية طويلة من المذكرات والمناشير الصادرة عن الجهات السياسية في مختلف الحقبات الزمنية.
«تجميد » الناديين؟!
متاعب الترجي والإفريقي لم تتوقف عند هذا الحدّ حيث عاش أحباء الأصفر والأحمر صدمة حقيقية في جوان 1971 عندما اختلطت السياسة بالرياضة وتقرر تجميد نشاط الترجي الرياضي لمدة 42 يوما ولم يتجاوز فريق «باب سويقة» تلك «المحنة» إلا بعد أن تدخل الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة شخصيا ووضع حدّا لتلك الأزمة وكاد يحدث الأمر نفسه مع الإفريقي خلال الأيام الماضية عندما توعدت الحكومة الحالية بتجميد نشاط فريق «باب الجديد» إذا أصر رئيسه سليم الرياحي على عدم الإستجابة للمذكرة الصادرة عن الكتابة العامة للحكومة بخصوص عزم الجمع بين النشاط الحزبي ورئاسة الأحمر والأبيض.
حضور قوي للساسة
عندما نتصفح تاريخ الناديين العريقين نلاحظ أيضا الحضور القوي لرجال السياسة في الحديقتين «أ» و«ب» حيث سبق لعدة شخصيات سياسية أن تولت الإشراف على رئاسة فريقي «باب سويقة» «وباب الجديد» على غرار مصطفى الكعاك وحسان بلخوجة و المنذر الزنايدي...(الترجي) وكذلك محمود المستيري وعبد العزيز الأصرم وفتحي زهير وسليم الرياحي (الإفريقي) وهو ما يطرح أكثر من سؤال بخصوص الموقف الأخير للحكومة من رئيس الأحمر والأبيض طالما أن السياسة «متصالحة» مع الرياضة داخل حديقتي الإفريقي والترجي على إمتداد العقود الماضية؟!
لا فرق بين الناديين
قلنا إن العلاقة القائمة بين الجارين تاريخية وأخوية وهو ما جسده على أرض الواقع فتحي زهير الذي تقمص أزياء الترجي الرياضي كلاعب ثم تولى رئاسة النادي الافريقي ولا ننسى أيضا الروابط العائلية بين أبناء الفريقين ويكفي أن نشير في هذا السياق إلى أن المدافع السابق للإفريقي حمزة مراد هو خال الطبيب الحالي للترجي الرياضي ياسين بن أحمد...وكلها معطيات تؤكد التاريخ المشترك بين الناديين اللذين تعاقدا مع التتويجات وتألقا في مختلف أصقاع العالم (أوغندا مصر أنغولا السعودية تايلندا...)