علمت «الشروق» من مصادر مطّلعة أن الجهات المسؤولة ستنطلق خلال الايام القريبة القادمة في استعادة السيطرة على المساجد والجوامع التي كانت خاضعة لسيطرة عدد من التيارات الدينية والسلفية. ويجدر التذكير بأن وزارة الشؤون الدينية أعلنت سابقا وفي عدّة مناسبات عن عدم خضوع أكثر من مائة مسجد وجامع الى السلطة المباشرة للدولة في حين تؤكد أرقام أخرى أن العدد الحقيقي أكبر من ذلك بكثير وتقدره مصادر غير رسمية بالمئات حيث عمدت التيارات السلفية ومباشرة بعد تاريخ 14 جانفي 2011 الى بسط نفوذها على عدد كبير من بيوت العبادة في كامل تراب الجمهورية بعد تغيير أئمتها والمشرفين عليها مما أدّى الى تعدد المواجهات وتبادل العنف داخل تلك الجوامع وفي هذا الاطار فقد علمت الشروق انه تم مؤخرا حصر وجرد للجوامع غير الخاضعة لسيطرة الدولة كما تم التنسيق بين مختلف الوزارات المعنية وهي وزارة الشؤون الدينية ووزارة الداخلية ووزارة العدل وتم وضع خطّة تنظيمية أمنية متكاملة سينطلق العمل بها خلال الأيام إن لم نقل الساعات القليلة القادمة وتتمثل اجمالا في تحرّك شامل لإعادة النظام الى الجوامع التي تم حصرها حيث يحتم معاينة مباشرة للخروقات الموجودة داخلها ثم يتم لاحقا دعوة التيارات المسيطرة عليها للتنبيه عليهم وتذكيرهم بأن الاشراف عليها من مشمولات الدولة وفي مرحلة ثالثة يتم فرض تطبيق القوانين المعمول بها في هذا المجال. كما يجدر التذكير بأن مفتي الديار الاسلامية بتونس سماحة الشيخ عثمان بطيخ خرج عن صمته مؤخرا وشبّه دخول تلك التيارات الدينية وسيطرتها على بيوت العبادة «بالغزوة» كما علمت الشروق أن نداءات انطلقت منذ يومين بعدد من تلك الجوامع وبواسطة مكبرات الصوت تدعو الى عدم تسليمها للدولة وهو ما يوحي بصعوبة بالغة للحسم في هذا الملف الحساس والذي أثار كثيرا من الجدل والانتقادات سواء بين الأوساط الدينية أو داخل الأوساط الحقوقية وكذلك الأمنية.