فسّر الكاتب العام للجامعة الوطنية لمربي الدواجن التدني الحاصل في أسعار الدجاج في هذه الفترة بتقصير «لجنة البرمجة» معتبرا أن دورها لا يتعدى حدود «إغراق السوق والسعي الى التوريد دون موجب». وقال السيد الطاهر الرايس إن وضعيته وغيره من المنتجين في لجنة البرمجة المنبثقة عن الجهات المعنية بالقطاع لا تتعدى الدور الاستشاري والحال يفرض أن يكونوا هم أصحاب القرار... كان ذلك صبيحة يوم أمس الاثنين خلال الاجتماع الاقليمي للجامعة الموسعة لمربي الدواجن الذي احتضنه مقر الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري وحضره عدد كبير من المنتجين والمربين بصفاقس والولايات المجاورة للنظر في مشاغل قطاعي البيض ولحم الدجاج. * تكلفة مرتفعة وقد استهل الكاتب العام للجامعة الوطنية لمربي الدواجن كلمته بلجنة البرمجة التي اتخذت قرارا يقضي بزيادة في إنتاج الدجاج بالنسبة لسنتي 2004 و2005، وكشف المتحدث أن الزيادة قدرتها اللجنة ب 7 آلف طن بالنسبة لسنة 2004 من 83 ألف طن 2003 الى 90 ألف طن للسنة الحالية مبرزا في المقابل عدم توفر القدرة على خزنها باعتبار أن الامكانيات المتاحة حاليا لا تكفي لخزن 2 بالمائة من الانتاج القومي على حد تعبيره. وقال المتحدث أن هذا الفائض في الانتاج سيعمل على تعميق مشاغل ومشاكل المربي الذي اضطر في هذه الفترة ومباشرة بعد قرار الزيادة في الانتاج الى التفريط في الدجاج الحي بخسارة تقدر ب 300 مليم عن كل كيلوغرام واحد بعد أن اضطر المربي لبيع الدجاج بدينار واحد في حين أن سعر التكلفة مقدر بدينار و300 مليم وثمن البيع محدد بدينار و750 مليم. وتوقف المتحدث عند ارتفاع سعر المواد الاساسية في تربية الدواجن مبرزا ان العلف سجل زيادة ب 60 دينارا في الطن وهو ما يحمل المربي نفقات اضافية تتضارب وسعر البيع. * توريد... لماذا ؟ واستنكر السيد الطاهر الرايس إجراء لجنة البرمجة القاضي باستيراد 237 طنا من الدجاج المجمد «للاستعمالات السياحية مبرزا ان هذه الكمية بعضها متوفر الى حد الآن في الفضاءات التجارية مما يؤكد حسب قوله ان دراسة اللجنة لم تكن صائبة بل ساهمت في مزيد إغراق السوق وبالتالي في تدني الاسعار. وأبرز المتحدث أن إجراء إغراق السوق بالدجاج تبعه قرار آخر في البيض الذي من المنتظر أن يحقق زيادة ب 82 مليون بيضة خلال السنة الحالية مليار و256 ألف بيضة سنة 2003 مقابل مليار 334 ألف بيضة سنة 2004 وهو ما يساعد بعض أصحاب المفارخ على «الاستكراش» أكثر على حد تعبيره. وبالاضافة الى لجنة البرمجة، حمّل الكاتب العام للجامعة الوطنية لمربي الدواجن المسؤولية في تدني الاسعار الى التجار والى المربين وخاصة منهم الذين تورطوا في «فخ الزيادة في الانتاج» واضطروا في الاخير الى التفريط في منتوجهم بسعر أقل بكثير من سعر التكلفة. وقبل أن يفتح باب المقترحات والنقاش، دعا المتحدث الى ضرورة تدارس وضعية الدجاج والبيض بأكثر عمق مبرزا حرص سياسة الدولة الشديد على العناية بالفلاحين والمربين والمستهلك على حد السواء. وكان رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحين بصفاقس السيد رشيد السلامي قد تعرض في كلمته الافتتاحية الى ضرورة تفعيل الجامعة المهنية باعتبارها أفضل هيكل للدفاع عن مصالح العاملين في القطاع في جهة باتت توفر أكثر من 48 بالمائة من الانتاج القومي من البيض ولحم الدجاج.