قال السيد صالح التومي عضو الجامعة الوطنية لمربيي الدواجن ان قطاع الدواجن مقبل على ازمة مؤكدة جراء حالة الركود الكبيرة التي يعيشها حاليا وجراء الارتفاع الكبير في كلفة الانتاج والوفرة ونقص الطلب. وكان السيد التومي يتحدث ل «الشروق» على هامش اللقاء الذي جمع امس مربيي الدواجن بقيادة اتحاد الفلاحين بمقر الاتحاد. وأفاد عضو الجامعة ان تأزم القطاع وأوضاع المربين تفاقم هذه المدة بسبب ارتفاع اسعار الاعلاف المورّدة الذي زاد في ارتفاع كلفة الانتاج حيث اصبح المربي اليوم يتحمل معدل 80 دينارا اضافية على الطن الواحد من العلف المتمثل اساسا في مادتي الصوجا والقطانيا المورّدة بنسبة مائة بالمائة. واضاف ان اسعار الأعلاف مرشحة للالتهاب اكثر حسب المؤشرات. خلال الفترات المقبلة واذا لم يتم ايجاد حلول لهذا الإشكال فإن عديد المربين سيجدون انفسهم عاجزين على تحمل تكاليف الانتاج وبالتالي سوف يغادرون المهنة وهو ما سيخلف حتما ازمة ونقصا محققا في الانتاج خلال الأشهر المقبلة وخصوصا اشهر الصيف والموسم السياحي الذي يصل فيه الطلب على منتوجات الدواجن والاستهلاك الى الذروة. ومعلوم ان تزامن نقص الانتاج وارتفاع الاستهلاك والطلب يولّد التهابا في الاسعار. تدخّل ولمواجهة إشكال الأعلاف وكلفة الانتاج طالب عضو الجامعة الحكومة بالتدخل العاجل حتى لا تتفاقم مديونية مربي الدواجن المتضخمة بطبعها وذلك اما باسناد منح للمنتجين يواجهون بها الظرف الصعب او بدعم المواد الأولية العلفية الموردة او بإلغاء المعاليم الديوانية والأداءات الموظفة على هذه المواد على الاقل بصفة ظرفية. وعلاوة على معضلة ارتفاع كلفة الانتاج قال السيد صالح التومي ان سوق الدواجن تواجه هذه المدة حالة اغراق منذ حلول عيد الاضحى المبارك الذي تدنى فيه الاستهلاك الى اقل مستوياته وتتوضح هذه الحالة من خلال وفرة الانتاج التي يقابلها التراجع اللافت للأسعار التي انحدرت الى 1100 مليم للكيلوغرام في فترات عيد الاضحى وتستقر حاليا في حدود 1600 و1650 مليم وهي اسعار لا تجزي المنتجين حسب قول السيد التومي على اعتبار ان الكلفة قفزت بفعل ارتفاع سعر العلف. وكانت الأسعار قفزت خلال شهر رمضان الماضي الذي تتصاعد فيه وتيرة الاستهلاك الى نحو 2500 مليم للكيلوغرام. اما بخصوص الانتاج فإنه يستقر حاليا في حدود 6800 طن شهريا ويفترض ان يزيد خلال اشهر الصيف وخلال مواسم الاستهلاك الكبرى الى 8 آلاف طن وقد استعدت الحكومة لذلك بتوريد نحو مليوني بيضة تفقيس غير ان هذه الزيادة في الانتاج تظل غير مضمونة بالنظر الى صعوبة الظرف الحالي الذي يمرّ به القطاع فتكاليف وأعباء الانتاج الاضافية لم يعد بإمكان المنتجين تحملها سواء كانوا صغارا او كبارا. ركود وأبرز عضو الجامعة ان ما يزيد في تأزيم الأوضاع هو الركود الذي تعيشه السوق حاليا والذي سيتواصل خلال اشهر افريل وماي وجوان التي تتوفر فيها مواد استهلاكية اخرى منافسة للدجاج مثل السمك والخضروات والفول بشكل خاص. هذا الى جانب إشكاليات التخزين الذي لم تعد آلياته تقوم بدورها فهي آليات غير كافية لاستيعاب فوائض الانتاج في فترات تراجع الطلب والاستهلاك زد على ذلك ان عمليات التخزين تتم بشكل بطيء ولا تعود بمردودية ومداخيل مجزية للمنتجين وشروطها مجحفة وكثيرة. ويقدر فائض انتاج الدواجن الذي يتطلب التخزين حاليا بنحو 12 الف طن. وشدد السيد صالح التومي على ان اخطاء برمجة الانتاج ونقائص آليات التخزين تتحمل قسطا كبيرا من المسؤولية في الاوضاع التي آل اليها القطاع والصعوبات التي يواجهها المربون. ومن جهته طالب السيد الطاهر الرايس كاتب عام جامعة الدواجن باتحاد الفلاحين خلال لقاء المربين بتقنين عملية برمجة انتاج الدواجن حتى لا يعمل المربون بشكل فردي وعشوائي فيصطدموا بصعوبة الترويج وحتى لا تكون هذه البرمجة سببا لإفلاس المربين كما طالب بإحداث مرصد لمتابعة تطوّر الأسعار وأسعار الكلفة ومتابعة حالة السوق حتى يمكن تعديل العرض والطلب كما دعا الى إحداث لجنة داخل الاتحاد لمتابعة الازمات وبحث حلولها.