تتجه أنظار المحامين الشبان اليوم نحو مكتبة المحامين بقصر العدالة حيث ستجرى عملية انتخاب اعضاء الهيئة المديرة الجديدة التي ستقود وتسيّر جمعية المحامين الشبان خلال الثلاث سنوات المقبلة. ولعل أبرز ما يطبع عملية الانتخاب هذه المرّة هو عنصر كثافة الترشحات التي دركت 44 ترشحا والتي تنبيءُ بأن أجواء التنافس والصراع الانتخابي ستكون ساخنة ومشوقة في آن. ومع هذا العنصر تأكّد أيضا ومن خلال ما يتردد في الكواليس أن السياق الانتخابي ستحكمه القائمات والتحالفات كما جرت العادة باعتبار أن الترشح خارج هذه الانتخابات وبشكل فردي أثبتت الانتخابات السابقة انه لا يؤتي أكله وغير مضمون النتائج. ومن هذا المنطلق تحديدا فإن التكهنات بالفوز والصعود الى الهيئة المديرة المقبلة تتجه نحو ترجيح نحو عشرين اسما من بين مجموع المترشحين وهم الذين سيخوضون الانتخابات ضمن القائمات. لكن هذا لا يعني بالضرورة ان كل الاسماء التي اعلنت انتماءها الى القائمات هي من الاسماء المرجّحة للفوز بل ان من الاسماء المعلنة من هم على يقين تام من انهم لن يفوزوا ولكنهم ترشحوا ضمن القائمات فقط لصرف الانظار واخفاء الورقات الانتخابية الحقيقية والتحالفات التي ينتمون اليها وحتى لا تنكشف لعبتهم الانتخابية وحتى لا تحرق اوراق المرشحين الذين تراهن عليهم مجموعاتهم فعلا. ويعدّ أسلوب التخفي هذا من بين أهم اساليب التكتيك الانتخابي داخل اوساط المحامين الشبان والمحامين بشكل عام. ويبدو من الثوابت ان هذا التكتيك سيهيمن على المشهد الانتخابي للمحامين الشبان وهو ما يفسره الترشح ضمن قائمات مفتوحة تضم بين خمسة او ستة مترشحين وليس ضمن قائمات مغلقة تضم تسعة مرشحين بحسب عدد اعضاء الهيئة المديرة للجمعية. ويفهم من هذا المعطى ان هناك اسماء اخرى خارج القائمات الثلاث المعلنة ستلتحق بهذه القائمات لكن في الوقت المناسب وبالطريقة التي تحقق كسب المزيد من اصوات الناخبين. ومن الاسماء التي يتردد أنها خارج القائمات وهي في الحقيقة الجياد الرابحة بالنسبة لقائماتها هناك الاساتذة محمد بن صميدة ونذير بن يدّر وهدى جبال الذي ينتظر التحاقهم بالقائمة المهنية النقابية المستقلة (قائمة اليسار المستقل) التي تضم حاليا الاستاذات نزيهة بن جمعة ومفيدة بلغيث ونجوى بن سعد والاساتذة محمد الهادي العبيدي وعصام صلعاني ورمزي الجبايلي. أما القائمة الثانية وهي القائمة المهنية التقدمية: الاتحاد من أجل المحاماة (قائمة العميد) فسيلتحق بها الاساتذة حاتم معتوق وشوقي الخلفاوي وعبد الصمد اليحياوي الى جانب اعضائها المعلنين وهم الأساتذة خالد الكريشي ومنذر الشارني واحمد كعيلان والاستاذة لمياء العبيدي والاستاذة نجوى بن سعد المرشحة عن جهة سوسة. ويتوقع ان تأخذ قائمة الاستاذ محمد عبّو وهي القائمة الرسمية الثالثة المعلنة نفس منحى القائمتين السابقتين اذ سيلتحق بها الاساتذة عبد العزيز الصيد وأسامة بوثلجة وعاطف بن صالح وعبد الحميد عبد الله الى جانب الاسماء المعلنة في القائمة وهم الاساتذة محمد عبو وسمير ديلو والطاهر يحيى والاستاذة ليلى بن محمود والاستاذة هاجر ونة. ومع هذا التكتيك الانتخابي وأسلوب المناورة قد يلجأ البعض من المرشحين سواء من داخل القائمات او خارجها الى اسلوب آخر يرمي الى كسب الاصوات مثلما هو الحال مع الاستاذة نجوى بن سعد مرشحة سوسة التي ترشحت عن قائمة العميد وقائمة اليسار المستقل. عملية التصويت التي ستجري اليوم ستكشف عن الهيئة المديرة الجديدة لجمعية المحامين الشبان رغم هذه الاجواء التي تتسم باختلاط الاوراق والانفتاح على كل الاحتمالات لكن السؤال الأهم الذي يطرح من الآن هو من سيكون رئيس الجمعية الجديد خاصة وأن حظوظ المرشحين في الفوز بعضوية الهيئة المديرة متقاربة ولا يوجد اجماع الى الآن حول اسم او اسمين مثلما كان الامر في الانتخابات السابقة التي انحصر فيها التنافس على أهم منصب في الجمعية بين الاستاذين يوسف الرزقي الرئيس المتخلي وفوزي بن مراد عضو الجمعية المتخلي ايضا واللذين لم يجددا هذه المرة ترشحهما وبقيا خارج السباق.