حسم تحالف اللحظات الأخيرة بين التجمّعيين واليساريين نتائج انتخابات المحامين الشبان التي أعلنت في ساعة متأخرة من ليلة السبت الفارط وأفضت الى صعود 7 مرشحين تجمّعيين الى الهيئة المديرة للجمعية هم الأساتذة لطفي العربي ومحمد سعيدانة وماهر الصّيد وسامي بوعزيز ومنير بن صميدة وشكري الرحماني والأستاذة زهيرة بن ابراهيم ومعهم مرشحان اثنان من مجموعة اليسار هما الأستاذ رمزي الجبابلي والأستاذة نزيهة بن جمعة التي حصلت على أعلى نسبة من الأصوات. وبهذه النتيجة تأكّد مجدّدا أن الوسيلة الأنجع والأضمن للفوز هي التحالف وهي الوسيلة التي حسمت نتائج الانتخابات السابقة داخل الجمعية وداخل الهيئة الوطنية للمحامين وداخل الفروع أيضا. أما الترشح الفردي أو الترشح ضمن قائمة منفردة تمثّل مجموعة واحدة داخل المحاماة فيبقى دائما غير مضمون النتائج ومن الصعب جدا إن لم يكن مستحيلا أن يؤتي أكله. ومن منطلق هذه القاعدة الانتخابيّة الثابتة تبيّنت فداحة الخطإ الذي وقعت فيه مجموعة ما يسمى بأنصار العميد ومجموعة الاستاذ محمد عبّو اللتين اختارتا هذه المرة الدخول الى السباق الانتخابي ضمن قائمتين معزولتين خلافا للانتخابات السابقة التي دخلت فيه متحالفة. وفي المقابل تعاطى المحامون الشبان التجمعيون مع مجرى العملية الانتخابية بأكثر حنكة حينما تكتموا عن نواياهم وأخفوا خططهم وتكتيكاتهم ولم يكشفوا عن قائمتهم الرسمية الا خلال اللحظات الأخيرة وهي القائمة التحالفية الفائزة التي تحمل شعار «المحاماة أولا» وكذلك اليساريون الذين أحكموا اخفاء تحالفهم مع التجمّعيين ودخلوا السباق في البداية بقائمة «تمويهيّة» تضمّ ستة مرشحين من اليسار هم الأساتذة رمزي الجبابلي ومحمد الهادي العبيدي وعصام الصلعاني والاستاذات نزيهة بن جمعة ومفيدة بلغيث ونجوى بن سعد ثم التحق بهذه القائمة في الساعات الأخيرة قبل الإقتراع ثلاثة مرشحين تجمعيين هم الأساتذة ماهر الصيد ومحمد سعيدانة ولطفي العربي. لكن المفاجأة الكبرى لنتائج الانتخابات هي أن لا أحد من المرشحين خارج القائمتين المتحالفتين استطاع أن يحصل على الأصوات التي تخول له الفوز بعضوية الهيئة المديرة. وحتى الاساتذة محمد عبّو وخالد الكريشي والاستاذة ليلى بن محمود فإن رصيدهم داخل الجمعية وهم الأعضاء بالهيئة المديرة المتخلية لم يُسعفهم بالفوز. ومقابل بروز التحالف الثنائي الجديد التجمعي اليساري تأكّد أفول نجم التحالف الثلاثي القديم الذي أفرز الهيئة المديرة المتخلية وساعد كثيرا على صعود الأستاذ البشير الصيد عميدا على الهيئة الوطنية للمحامين خلال الانتخابات السابقة. وكان تردّد كثيرا في المدة الأخيرة داخل أوساط المحامين حديث كثير حول حصول انشقاق بين العميد والجهات التي تدعمه وهو ما تأكد فعلا من خلال مجريات العملية الانتخابية للمحامين الشبان ونتائجها. عموما ليس هناك خط فاصل بين انتخابات الشبان وانتخابات «الكبار» داخل أوساط المحامين ذلك أن ما يحصل داخل جمعية المحامين الشبان يمثل صورة مصغرة لما يدُور داخل الهيئة الوطنية للمحامين، وانطلاقا من هذا المعطى الذي يقرّه الجميع فإنه يمكن القول إن الضوء الأحمر قد اشتعل أمام العميد الصيد لينذره بأن الجولة الانتخابية في جوان المقبل ستكون صعبة جدا ومفتوحة على جميع الاحتمالات خاصة وأن آخر المعلومات تؤكد أنه ينوي جدّيا تجديد ترشحه للعمادة.